قصة قصيرة لمحمد النعاس: سن الحمامة الذهبية

رياض غنيا، «الوجه الإنساني ملاذ»، أكريليك على قماش، 150×150 سم، 2024 (بإذن من الفنان @gheneastudio).

محمد النعاس   By • 25 AUGUST 2025

عن ممثل ارتجالي كوميدي، يؤدي في لندن تحت تأثير الحشيش، يكتب محمد النعاس قصة قصيرة رائعة عن جروح الماضي.

1
أعلن الجاز عن انتصاف الليل في حانة Purple Shades حيث يلتقي الغرباء عن لندن تحت الأرض في مستطيل يصل طوله إلى 25 قدمًا وعرضه 12 قدمًا، الأرضية الخشبية السوداء والحائط الأسود المبني بالأحجار التي تسمى بعيدًا في أرض أخرى «أالحجر الفرعوني» تنعكس عليها إضاءة البار البنفسجية خالقةً جوًا يشبه زهر البنفسج، كانت موسيقى الجاز تضيف على المكان لمستها القاسية، جلس أحدهم بجانب البارِ يحتسي جعة ينهي بها تعب الأسبوع ويشرب نخب عرض صفق له الجميع دهشةً بقدرته على إلقاء نكات جيدة، تتوه عيناه في فتاة منعزلة بملابسها الغرائبية تنفث السجائر التي يتجمع دخانها في الضوء العاكس على هيئتها الملاصقة للحائط حتى تكاد تنحت داخل المكان، كان ينصت لحديث الساقي الذي ظل يمسح بالمنشف زجاجات الشراب التي جمعها بعد مغادرة كافة الرواد يبحثون عن شمس الإمبراطورية التي كانت لا تغرب.
استرجع الرجل الشاب وهو يحتسي ما تبقى من كأسه مدى النجاح الذي حققه الليلة، صفقت له الأيادي بحرارة… شاهد أحدهم ينقلب على جسده من كرسيه وهو يقهقه على إحدى نكاته، هي ليلة مميزة بالنسبة له، فهي المرة الأولى التي لا يقدم فيها عرضًا مجانيًا، ربح مالًا جيدًا بالنسبة لعرض أول، هذا ما كان يفكر فيه… أراد أن يحتفل بأي طريقة، طلب كأسًا أخرى:
– هيه يا تشارلي، ما رأيك أن أعزمك على كأسٍ من السيد جاك؟ سأل الساقي.
– إنّني أشعر بأنّك كريم الليلة يا عزيزي بيللو! قال له الساقي باسمًا.
– الليلة… سأرتفع عاليًا، عاليًا جدًا يا صديقي، اشرب… نخبك. قال له.
– نخب بيللو، أفضل ستاند آب كوميديان رأيته قادمًا من الشرق. قال له الساقي وهو يضرب كأسه الممتلئة بكأس صديقه.
– هل تعلم يا تشارلي، إنّه في بلدي ملعون شاربها، ساقيها، حاملها، مشتريها، بائعها، صانعها، جالسها ومن الممكن حتى الذي حلم بها. قال.
– لهذا لندن ملعونة إذًا. ضحك تشارلي.
– نخب الملعونين. قال.
وظلا يشربان، كان تشارلي يحادثه عن عرضٍ آخر يخطط له من أجله، فهو الذي أتاح له الفرصة في أن يكون على الخشبة الليلة والليالي السابقة، كان تشارلي أول من تعرف عليه في لندن… حينما أخذه التلهف ليدخل حانة لأول مرة في حياته، صادف الأمر أن تكون البربل شيدس في الحي الذي يقطنه… كما صادف أن يكون تشارلي جاره الذي يقطن الشقة التي يشاركها مع عجوز إنجليزية، لذلك فهو لم يعرف غير البربل شيدس من حانات، كان مساره اليومي معروف… يذهب إلى المدرسة الإنجليزية صباحًا، يعمل مساءً في أحد المطاعم الشرقية هناك بمعرفة أحد أبناء بلده الذين يشتغلون مرشدين للحياة الجديدة للشباب القادمين من تلك البلاد الراقدة على ساحل المتوسط. أخبره تشارلي أنه قد حادث صديقًا له من أولئك الفنانين الفكاهيين المعروفين لدى اللندنيين سيشركه معه في جزء بسيط من عرضه ليعرفه العالم.
– لقد أبليت بلاءً حسنًا يا بيللو. قال له تشارلي عندما أنهى عرض الخطة أمامه.
– شكرًا لك يا صديقي. ابتسم ورفع كأسه إلى الأعلى متذكرًا شيئًا ما.
راح تشارلي ينهي تنظيف الكؤوس والصحون، بينما عاد هو يستمع إلى موسيقى الجاز… أدخل يده في جيبه وأخرج سيجارة حشيش، كان يحب الحشيش… نادى على تشارلي الذي تذكر أنه عليه تنظيف الطاولات، نظر الرجل الإنجليزي الأربعيني إلى الفتاة الجالسة في الزاوية وقد والجه إلحاح لإخبارها بأن الوقت قد تأخر وأن عليها أن تعود إلى المنزل، قال «البيللو» له:
– هل تريد بعضًا من الحشيش؟
– لا شكرًا يا صديقي… هنيئًا لك. قال تشارلي.
كان الإنجليزي قد نسي الفتاة عندما انتقلت الموسيقى لأغنيته المفضلة، صوت لويس أمسترونق يضرب في قلبه فيجعله ينسى كل شيء حوله. عاد لتنظيف طاولاته، أما هو الشرقي فقد ساقته الفتاة التي جعلت الأضواء البنفسجية من «أحمر الشفاه» ذي اللون الأسود يملك جاذبية وسطوة قاسية كبرد لندن على صدره وهو يدخن سيجارة الحشيش التي اعتاد منذ زمن بعيد أن يدخنها قبل الخلود إلى النوم.
تذكر ما قاله له تشارلي «لقد أبليت بلاءً حسنًا»، وتذكر مشهدًا من أمسية اليوم كاد فيه أن يفقد توازنه وأن يقلب المشهد… كان بالفعل يبلي بلاءً حسنًا عندما توقف فجأة ولثوانٍ قبل أن يدرك أمره بأن شرب قنينة ماء كاملة وطلب استراحة للذهاب إلى الحمام لأنه كما أخبر الجمهور شعر بأنه «سيغرقهم بولًا بدلًا من الضحك».
2
– مرحبًا بكم أعزائي، تبدون مألوفين لي… أنت هناك في الزاوية، نعم صاحب القبعة البيضاء الدائرية، أنت رجل فضاء، صحيح؟ لأنني سأحتاج منك إحداثيات الفضاء…. أنا الآن بجانب المريخ لا أعرف إلى أين أتجه، ولا يشتغل جهاز الجي بي إس اللعين المضمن في هاتفي النقال، اللعنة!
قهقه الجمع المحلق بالرجل الذي دخل المسرح يحاول أن يجد جهاز المايكروفون ليحدثهم، كان واضحًا عليه أنه تحت تأثير مخدر ما… حركاته العرجاء ومشيته المتأنية وعيناه الحمراوان تخبرانك أنه تحت تأثير الحشيش لا غيره.
– نعم، لقد كشفتموني… أنا أسبح عاليًا مع الكائنات الفضائية الآن، ولكن كان هنالك وقت عندما أدخن سيجارة حشيش أشعر بأنني في لندن، هذا ما كنت أخبر به أصدقائي عندما أريد أن أقول لهم بأنني تحت تأثير هذه العشبة المقدسة «أنا في لندن الآن»، في بلادي… لندن بدت أبعد مكانٍ يمكن أن أصل إليه، تحتاج لأن تدخن ثلاث جونتات للوصول إليها، دعوني أسألكم سؤالًا: هل أنا وحدي الذي يملك هذا الحب تجاه هذه النبتة الرائعة؟ أشعر بأنني روميو وهي جولييت، أنا المملكة المتحدة وهي الملكة، لابد أنّ أمي كانت نباتية، لأنني يمكنني أن أعيش عليها وحدها، صدقوني… هل تعرفون المقولة «ولد وفي فمه ملعقة من ذهب»؟، حسنًا، أنا ولدت وفي فمي بافرة! إنّ الجميل في الحشيش هي القصص، دعوني أحدثكم عن بعض القصص التي حدثت معي في ليبيا وأنا لندني هناك، كنت ذات مرة أقود سيارتي، مشغلًا الموسيقى… إنّ عملية التحليق في بوسليم تحديدًا لشخص مثلي تحتاج العديد من المحطات، أقود سيارتي في الطريق السريع، أشعل السيجارة مستعدًا للتحليق، لا يمكن للسيارة أن تحلق إذا لم أكن في الطريق السريع، فهناك البوابات الأمنية، وهناك البشر المتلصصون الذين يبقون أعينهم على بقية السيارات حتى تتعجب كيف يمكنهم أن يروا ما أمامهم مع رياضة التحديق التي يقيمونها، بعد التحليق… أجد نفسي تحت البيق بن تمامًا؛ حسنًا… ولأنني مثل بقية الشعب الليبي فإنني دائمًا ما «أحمي نفسي» كي لا أنسى قدرات التحديق الخاصة بي، هناك دوريات للتحديق نقوم بها هنالك، ورغم أنني لم أكن سأربح دوري التحديق ولكن أنا من النوع الذي يحظى دائمًا بشرف المشاركة؛ في هذه المرة كنت أحدق إلى سيارة بيجوت قديمة ذات ستة مقاعد تبدو أن سائقها اخترع معدنًا جديدًا اسمه الصدأ! كالسيارة تحمل حقائبَ ومعدات زراعية وتنفث دخانًا كأنها تدخن سيجارة حشيش، أردت معرفة قائدها الأسطوري، أسرعت لأرى وجهه، كان رجلًا عجوزًا يرتدي شالًا لافًا إياه على وجهه، نظرت إليه، حدق إليَّ؛ إنّ ابتسامة غريبة ترتسم على وجهي عندما أكون «هاي»، جابهته بها، فتحت نافذة سيارتي وقلت له بصوت بطيء جدًا لكنه مسموع:
Yeah maaaaan! Keep it real Bro
كان الجميع يضحكون من أعماقهم، كأن الضوء البنفسجي الذي يسطع في أرجاء الحانة المخلوط بدخان سجائر الرواد الذين يملؤون المكان ينفث غاز الضحك، شعر بأن عليه أن يشرب كوبًا من ماء، حاول أن يمسك الكوب، كانت عيناه مطفئتين من كمية المخدر المسيطرة عليه، بحث في السحنات التي تلتف حوله تنتظر منه نكتته القادمة، كانت هنالك في إحدى الزوايا فتاة ترتدي الأسود وتضع أسود شفاه وتحدق إليه؛ شعر بأنّ وطنًا بأكمله يلاحقه في عينيها، انتقل بعينيه لبقية الجمهور ثم قال:
– حسنًا، سأقول لكم الحقيقة…. إنني أصبحت نادمًا على وجودي هنا في لندن، لا تأخذوا الأمر على محمل شخصي، نعم في لندن ينبت الحرس الملكي الذين لا يمكن أن تفوت فرصة المزاح معهم، وهنا يمكنك أن تشتري كحولًا ممتازًا دون أن تتخيل منظر الشرطي الذي سيشعل النار في مؤخرتك، كما أنها مملوءة بالحفلات والسينما، إنها أثرية وكأنّك تشعر بأن وليام والاس ما زال يصيح فيها بالحرية. الفتيات!… كم هنّ رائعات وغير محجبات، لا يتركن لك مجالا للتخمين عن حجم نهودهنّ أو مؤخراتهنّ، يمكنك أن تتذوق ما تشاء، الحياة جميلة هنا رغم أنّ الباوند يزن باوندًا كاملًا، في ليبيا يمكنني أن أعيش ليومين بباوند واحد فقط! هل تصدقون؟ قهوة، شراب، بنزين، سجائر، وخبز وجبن بباوند واحد فقط! لكن ليس هذا ما يزعجني في لندن، ما يزعجني فيها هو نوع الحشيش… أقصد: بحق الله، What the bloody hell are you smoking?
ولأنني لا أحب أن أقولها، لكن أحيانًا أشتاق إلى ليبيا، فقط… لأجل الحشيش، إنهم يملكون نوعًا آخرَ مختلفًا جدًا عن هنا، ولأجعل الصورة واضحة أمامكم دعوني أقص لكم هذه القصة… لقد كنت أنا وصديقي البيقي؛ نعم هذا ما كنا ندعوه، كان زنجيًا وسمينًا كالخنزير كما أنّه كان يحمل ملامح تاجر مخدرات، كنا أنا والبيقي في شقة لصديق له قد ترك له المكان مسافرًا لبلاد أخرى يبحث عن الجنس فيها، ولأنني لم أكن من أولئك الذين يرتاحون في أماكن لا يعرفونها، كنا قد اشترينا أنا والبيقي كمية مناسبة من الحشيش وخططنا للسفر أبعد من لندن في إحدى الليالي، كنا ندخن في الحمام كي لا تنتشر الرائحة في المكان… لذا كنا نتبادل الدخول إلى الحمام لإشعال سيجارة، جاء دوري… وقفت أمام النافذة التي فتحتها، ودخنت، كنت أحلق بعيدًا عندما رأيت 10 سيارات تيوتا بيضاء تنتشر في الفناء المقابلة للشقة، ها أنا أدخن الحشيش وأمامي 10 سيارات تيوتا بيضاء – بالمناسبة، هذا يعني إحدى المليشيات الإسلامية – ينتشرون في المكان، هل تعرفون ما هي أول فكرة خطرت على بالي؟ أولاد العاهرة جاؤوا ليشعلوا النار في مؤخراتنا لينتشوا، رأيت نفسي في زنزانة صغيرة أشتم رائحة مؤخرتي المشوية فقط لأنني أشعلت سيجارة حشيش؛ حاولت أن أبعد الفكرة، فكرت أنني أهلوس، نظرت نحو السيارات ولما تأكدت أنها ما زالت موجودة في الفناء أمامي، رميت السيجارة في المرحاض، أسرعت نحو البيقي مهسترًا وقلت له: يا رجل… 10 سيارات تويوتا بيضاء، في الفناء، لقد جاؤوا من أجلنا. كان البيقي مسترخيًا على الكنبة يشاهد فيلمًا ما، نظر لي مستغربًا وقال: ماذا تقول؟ قلت له وأنا أرتعد، كان جسمي بأكمله يرتعد: أولاد العاهرة جاؤوا لأجلنا، لا بد أنه أحد أولئك الجيران الخبيثين، لقد قلت لك إنني لا أثق في المكان! نهض البيقي ليتحقق من الأمر، وجدت في الطاولة أمام الكنبة الأدلة، الحشيش، أوراق البافرة، بقايا السجائر التي نستخدمها للف، وجاءت في بالي فكرة: لأتخلص من اللعنة! خرج البيقي من الحمام وشاهدني أدخل إليه مسرعًا، لم يعرني اهتمامه، بحثت عن مكان جيد أخفي فيه الأدلة، صندوق أدوية قديم، قنينة شامبو فارغة، تحت حوض غسيل الوجه، كل ذلك لم يجذب انتباهي لذا فقد ألقيت كل شيء في المرحاض، أعني كل شيء… حتى الحشيش، وظللت أحدق إلى المكونات وهي تسبح صحبة الخراء في المرحاض، ولا أعلم كيف امتدت يدي إلى قطعة الحشيش، تلامس الخراء الكبير وتخرج القطعة لأذهب وأسلمها للبيقي بعد ما مسحتها بملابسي وطلبت منه أن يخبئها!! But do you know what’s really fucked up?، إنه عندما أخبرني البيقي غاضبًا أنه لم يرَ أي سيارات منتشرة في المكان وأنا جالس في الكنبة أنتظر من عناصر الأمن أن يدقوا الباب مرتعشًا أدخن سيجارة علامة على توتري، لقد انهال عليَّ بالسباب والإهانات، ثم تابع مشاهدة الفيلم، بعد نصف ساعة بالضبط قال لي: أين ورق البافرة؟ نظرت له كالأحمق وقلت له: لقد ألقيت بها! قال: أين؟ قلت: في المرحاض!! لاحقتني عيناه ونظر لطرف الحشيش قائلًا: لا تقل لي أنك ألقيت بالحشيش في المرحاض أيضًا ثم سلمتني إياه؟! قلت له: No maaaaan, I’m not that faggot! وصليت لله أن يصدقني وإلا سيتحقق البيقي من جدوى أغنية Niggas bleed like us
ومضى يحكي لهم جميع القصص الفكاهية التي إما عاشها أو اختلقها عن الحشيش، ذكر لهم تلك المرة التي أوقفتهم بوابة أمنية وشم العسكري رائحة الحشيش في السيارة وكيف جعلت الهيستيريا خاصته من الرجل يكاد يجن ليقول له: أنت مريض… لست على ما يرام، اذهب وأدعو الله أن لا تراني مرة أخرى! كما حدثهم عن المرات التي كان يلقي بها بطرف حشيش كامل حالفًا بالله أن لا يدخنه مجددًا ليجد نفسه يدخنه من جديد، أخبرهم كم يدخن مرة في اليوم، بتلك المرة التي دخل لمقهى محششًا ليعرف بخبر موت أحدهم فيقول بدلًا من «عظم الله أجركم» أو «ربي يرحمه» ويدمجهما قائلًا «والله… يا صديقي… ربي يعظمه فهمت كيف؟!»، عدد لهم المرات التي طلب فيها «قهوة مكياطة… وكريمة» من مقاهي طرابلس، وتلك المرة التي أخطأ فيها الطريق فقط لأنه سرح مع الموسيقى وأفكاره التي يأخذها إليها الحشيش، والمرة التي نسيَ فيها سيارة مشغلة لساعتين وهو جالس بمقهى بطرابلس ليجدها في مكانها لم تتحرك. العديد من القصص كان يلهبهم بها… وبعد كل قصة، كان ينظر إلى الفتاة في الزاوية ويشعر بضيق أو باتساع رغبته في فعل شيء ما لها.
3
– ما اسمك؟ قال وقد جلس على الكرسي بجانبها يبحث عن ما جذبه إليها.
– حمامة. قالت بخجل بلغة عربية كأنها مرت عليه ذات مرة.
كان يجلس بعيدًا، يستمع لجون سكوفليد يفك السلال على قلبه بصوته الأجش وبأنين معازف داوود تصدح في الأرجاء وتصدح في عقله المتكيّف، يبادلها النظرات هي تدخن سيجارتها وهو يدخن جونتته قد تبيّن الآن ما ترتديه، كانت ترتدي فستانًا أسود ينعكس ضوء النيون البنفسجي عليه كالنجوم من المجرة التي يسبح فيها، لمح صدرها الذي يضع الكون كامله في نهديْن ككل تلك النهود الليبيات التي حاول أن يتخيلها من وراء حجاب، حلمتيْها البنيتين، تنفران من الرداء الأسود الممتد على جسدها الزمّيطِيْ اللون لتخبر أنها ذات صلة ببلاد كان يقطنها، شعر برجفة تضرب في صدره، انتقل إلى وجهها الذي استحقت من أجله الاسم: حمامة!! لا بد أنها راقصة شرقية قال لنفسه، لكن شيئًا واحدًا جعله معلقًا دون حراك إلى أن انطفأت السيجارة بين يديه، ابتسمت له؛ سطع شيء ما بين أسنانها… تبيّنه، كانت سنًا ذهبيةً، لقد اعتقد أنه رآها عندما كان على المسرح يلقي النكات والقصص ناحية الجمهور ويلقي النظرات ناحيتها ليكتشف أنها لم تضحك قط على نكاته التي ضحك عليها الجميع، كانت تقف هنالك بعيدًا في زاويتها تبدو كأنها تحاول خلعه روحه، تشرب من كأس الفودكا خاصتها وتدخن… السن الذهبي كأنه رآه وهو يحكي قصة عن فتاة عاشرها هناك في بلده ليبيا، كان يقول للجمهور: كانت غبية لدرجة أنها تعتقد أنّها يمكنها أن تطير! أقول لكم، رأيت الجنون في نساء لندن ولكن نساء ليبيا: Like WOOH !God, THEY are so fucking CRAAAAAAZY ، كانت حمامتنا الطائرة هذه تصدق أن عبّاس بن فرناس قد حلّق بالفعل لسنوات وطار الأرض كلها واكتشف أمريكا وأستراليا والمريخ والمجرة السابعة عشر ولربما رأى الله لكن الدول الغربية التي تكره الإسلام وتحقد عليه أخفت تاريخه حتى ينالوا من الأخ قائد الثورة… لم أكن أثق بقدراتي السمعية، قلت لها ماذا؟ الأخ قائد الثورة؟ قالت، نعم… وسأثبت لك أنني أستطيع أن أطير! وأصرّت على رأيها وبعد محاولات قلت: حسنًا… حسنًا، لقد طار عبّاس بن فرناس ولكن ليس بجناحيْن يا عزيزتي، بل لقد كان تحت تأثير الحشيش، ويمكنني أن أساعدك في أن تصلي أبعد منه في تحليقك، خذي دخني هذه!!
حدق إليها… هناك فقط ابتسمت تنظر له كما تنظر له الآن، مبتسمة يسطع الضوء البنفسجي منها.
– وأنا بلبل!! قال لها مفصحًا عن اسمه.
– كنت أعتقد أن اسمك البيللو؟ تساءلت.
– هذا ما أقوله لهم، هل تعتقدين أنّ أحدهم سيعرف ماذا تعني بلبل؟ إنها حتى ليست ملائمة لهم. قال.
– لكنها ملائمة لي، بلبل! طائر جميل، يغني القصص.
– بلبل من بلال.
– أوه، بلال أيضًا كان يغني بالأذان. قالت له.
– هاهاها… هل تعرفين أن بلبل في بلدي تعني شاذ جنسيًا؟ قال لها محاولًا التمسك بزمام الكلام.
– حقًا؟ قالت.
– نعم، وجمعها بلابل… بلبل، بلبول، بوفتة، أكلَة، كوال، بغل، كعكة والكثيرات غيرها من ما ننادي به في ليبيا الشواذ جنسيًا. قال موضحًا ومحاولًا إضحاكها.
– أرى أن الأمر ليس مضحكًا. قالت، إنه يؤلم الناس ولا تدل إلا على السخرية الرخيصة. أضافت.
– أعرف، أعرف… قصدت أن هذا ما يقولون عنهم في بلدي.
– حسنًا، حدثني عن بلدك؟
– ألم تسمعي ما كنت أقوله على الخشبة؟ قال بشيء من الهزو.
– لا، لقد سمعت كل شيء. قالت تجيب.
– إذًا عن ماذا تريدين أن أحدثك؟ أشعل سيجارته.
حلق يبحث عن تشارلي الذي كان يكمل تنظيف بقية الطاولات. لربما أنه قد فهم ما الذي يريد أن يصل إليْه، إنّ تشارلي يعرف معاناته التي لاقاها حتى الآن، فهو لم يتمكن من أن يمارس الجنس، كان تشارلي يتفهم ما يحدث له، ها هو فتى رائع في الرابعة والعشرين من عمره لم يمارس الجنس حتى الآن بعد ما أخبره أنّه عاش أيامه في ليبيا ولم يتمكن من السكس أبدًا! حاول مرارًا أن يساعده على الأقل في أن يواعد فتاة، يحبها وتحبه، تقبله وربما تسمح له بأن ينام معها، ما الفائدة من الحب إذًا؟! أحس بالامتنان لتشارلي وهو لم يطلب من الفتاة الرحيل حتى الآن من الحانة.
– حدثني عن أشياء أخرى. قالت له تشعل سيجارتها وتلف يدها اليمنى على خصرها وتدخن باليسرى، حيث بدا إصبعها الأصغر حرًا عن الآخرين ملقيًا عليها أنوثة.
– حسنًا، هنالك الطعام.. بازين، عصبان، كسكسي، رشتة، مكرونة امبكبكة، أنا أستطيع أن أصنع لكِ بعضًا من هذه الأكلات. قال لها.
– أي شيء آخر؟
– اممم، هنالك أيضًا أماكن تاريخية، والبحر، والهواء النقي، الشمس حارقة فيها، والشتاء ألطف بكثير من هنا حتى أنني يمكنني الآن أن أسير عاريًا في شوارع طرابلس بعد أن جربت برد لندن. حاول أن يجعلها تضحك.
– اممم، ماذا عن قصصك فيها؟ كتلك التي كنت فيها أنت وصديقك ما كان اسمه؟ عندما كنت ترتعش وخائفًا أو ما شابه.
قالت له وهي تحرك سيجارتها يمينًا ويسارًا كأنها ترسم المشاهد بين عينيه، آه… تسمر، شعر أنها تخترق شيئًا داخله وهو يمضي كالماشية وراء موسيقى الجاز في الحانة، وراء الضوء البنفسجي الذي يسطع في الظلمة، وراء الدخان، وراء جسدها، وراء سنها الذهبية التي شعر بحضور كيانها الخاص، أراد أن يحكي لها لكنه ومع بطء لحن صوتها وعذوبته يتحرك شيء ما داخله، يريد أن يخرج كل ما يخبئه صدره، مرت ذاكرة معينة بعينها في عقله، أراد أن يبعدها، لكنها أصرت على العودة كل مرة يحاول أن ينشها كالذبابة، ذبابة طائرة ومزعجة وحقيرة تعاود الزنين في عقله، حاول أن ينطق بكل القصص التي يريد مشاركتها والتي قد تجعله يتمكن من الحصول على موعد آخر معها أو حتى يرافقها الليلة للشقة، أي شيء يجعله يتمكن منها، لكن المشهد الذي تراه عيناه كان مزعجًا ويمسح بقية المشاهد ليعاود الظهور… حسنًا!!

4
– حسنًا، أنا من بوسليم، إنها في غرب العاصمة، وهي تعد أكبر الأحياء بالتعداد السكني، إنّ بوسليم مكتظة بالبشر أكثر من الصين ذاتها، ولأنها كانت كذلك، فقد احتضنت بين فخذيها جميع طبقات المجتمع الليبي، ولقد مرت بي أيام فيها لطالما أحببت أثناءها الحمَامَ، كان لديَّ ذلك الصديق، البيقي… صديقي منذ المدرسة الإبتدائية، استمرت صداقتنا حتى نهاية الثانوية، بعد ذلك انقطعت قليلًا عندما بدأت أدرس في الجامعة وتخلى هو عن الدراسة، كان شارعي أنا وشارع البيقي مختلفين، يمكن القول إن ظروف نشأتي أفضل بكثير من ظروف نشأته… لكن ما يميز البيقي عني أنه استطاع أن يربي الحمام منذ طفولته فوق العمارة التي يسكنها، يحادثني دائمًا عن حمامات أخيه الأكبر الرائعة غريبة الأشكال والألوان، وأنه قد اشترى منه واحدة واثنتين وثلاثة وقد سمح له بأن يربيها في براكته ويعتني له بها، وكنت أغبطه بشدة… لماذا لا يكون لي أنا حمامي الخاص وبراكتي الخاصة أتمكن من مشاهدتها لساعات في منزلنا؟ لماذا لا تكون لي حمامات أطعمها، أنظفها وأربيها وحدي. قلت لنفسي، لكن والدي رفض ذلك بشدة، صرخ في وجهي باحتقاره لأولئك الذين يربون الحمام، قال لي أنه سينتهي بي الأمر أن أتعرف على أناس لا يريدني أن أتعرف عليهم، أولئك الذين يقتعدون الطرقات دون فائدة ترجى من حياتهم، لكنني لم آبه… أردت دائمًا حمامة! حمامة واحدة على الأقل… ولتكن أغرب أنواع الحمام، وأجملها روعة، فلتكن لدي لأنني لم أكن أتحمل مشاهدة حمامات البيقي وحمامات أخيه، لم أتحمل أن أسمع قصصه عن الحمام دون أن أكون قد ملكت واحدة لأشاركه بقصصي أيضًا، هذا ما كان الأمر… صراع قصص، لذا؛ رغبتي الطفولية جعلتني دائمًا أحاول البحث عن طائري، كنت طيلة اليوم ألاحظ الحمامات حرة في السماء من سقف منزلنا، حاولت مرارًا أن أصطاد ولو واحدة، أمضيت عشيات وأضاحي في سقف المنزل أحاول التقاط واحدة على الأقل، فلتكن واحدة رائعة… سأحبها بالفعل، هذا ما كنت أقوله… فقط واحدة يا الله دعوته في صلواتي الخمس، كنت أصلي خصيصًا ليستجيب لي، حلمت بأنّ لدي كل تلك الحمامات التي تطير في العالم، عشت على أمل ذلك الحلم… أصحى كل يوم وأقول هذا اليوم الذي سأحصل فيه على حمامتي، حتى جاءت تلك المرة.
توقف عن الحديث، شعر بأن نفسه يكاد يُسرق منه… أناخ برأسه للأسفل يبحث عن أي شيء يتمسك به، كان الحشيش مخلوطًا بالكحول يجعلانه يتخذ قرارات متناقضة، ها هو أمام الفتاة الجميلة المتوشحة السواد كأن كلها بما فيها تنادي عليه، وها هي رغبته في أن ينهض بأي عذر، بعذر شبيه بأن عليه أن يبول ليدخل إلى الحمام ويلتقط أنفاسه بعيدًا عن ضغط اللحظة التي وقع فيها، ها هو يريد أن يجعل المشهد يستمر ليتمكن من أي شيء، وها هو يحاول أن يتخلص من الذبابة الفاسدة التي تريد أن تقض مضجعه.
– حسنًا، كان هنالك تلك المرة؟! قالت له بعد أن لاحظت صمته.
– كانت هنالك تلك المرة، صحوت مبكرًا… صليت لله أن يكون اليوم هو ذلك اليوم الذي أحصل فيه على حمامتي، خرجت من البيت متجهًا نحو المدرسة، في مدخل المدرسة يقف الحارس العجوز «البدوي» هكذا يسمونه، رجل عجوز يبدو أنه أتى من الصحراء يقف على عتبات المدرسة كل صباح يرتشف الشايَ، يضع ملابسه الليبية لافًا إيشاربًا تحت رقبته، له شارب كث في وجهه الذي يشبه الطين الأحمر، يراقب الأطفال يدخلون ويخرجون من المدرسة يحتسي الشاي ويحمل هراوة، كان خفيف الظل حقيقةً، وبه لطف غريب تجاه الأطفال سواءَ فتيات أو فتيان، اعتاد على الحديث معنا، يسألنا «ابن من أنت؟»… «آه… والدك صديقي»، في تلك المرة بالذات أوقفني وأنا أدخل إلى المدرسة… كنت قد أتيت باكرًا جدًا، مررت بجانبه وقلت له: «صباح الخير يا عم البدوي»، قال لي: «صباح الخير يا ولدي، ما زال الوقت مبكرًا، ألا ترى ذلك؟» قلت له: «حسنًا… ليس لديَّ ما أقوم به في المنزل» قال: «أتمنى لو كان الجميع في مثل نشاطك، أنت من الأطفال الذين ألاحظ نشاطهم في الحضور، سأتحدث مع المدير عنك… سأخبره أنك أفضل تلميذ في المدرسة» قلت له: «شكرًا يا عم البدوي»، قال: «متأكد من أنه سيعطيك درجات إضافية»، قلت له: «حقيقةً، لا أريد الدرجات… إنني أريد شيئًا آخر تمامًا، وسيعطيني إياه الله» قال: «أوه… أنا متأكد من أن الله سيعطيك ما تريد، دعني أدعو لك الله… اللهم أعطي هذا الفتى، حسنًا ماذا تريد؟» قلت: «حمامة»، ابتسم وشرب الشاي، كانت أسنانه صفراء، هذه أول مرة ألاحظ أنها كانت صفراء بشدة، لكن كانت له سن أكثر صفرةً من الأخيرات، سن ذهبية… مسح بشاله على فمه ليتخلص من اللون الذي يضعه الشاي على شاربه الأبيض الكث، ثم قال: «حسنًا، أعتقد أن الله قد استجاب لدعائك، أنا لديَّ حمامة سنها ذهبية، هل تريد أن تراها؟ يمكنني أن أعطيها لك إذا أردت فأنا عجوز وتعبت من الاعتناء بها»، قال لي وهو يسعل سعالًا مؤكدًا على عظمه في السن، قلت له: «حقًا؟ هل ستعطيني إياها؟ هل متأكد من أن سنها ذهبية؟» كنت أخيرًا سأنتصر على البيقي، هذا ما طرأ على بالي أول مرة، نعم سأفعل وستكون لي حمامة أغرب وأجمل من حمامه هو وأخيه، قال لي: «حسنًا… يا فتى، إنها ملكك منذ الآن، إنني أخبئها بحيث لا يمكن لأحدهم أن يأخذها مني، أنت تعلم هذه حمامة فريدة من نوعها وقد كان لها سنيْن وهذه السن الذهبية التي لي أهدتنيها شكرًا منها لحسن المعاملة، تعال في الغد… أبكر من اليوم، أعرف أنك فتىً نشيطًا، سأعطيك إياها» فرحت، مضى ذلك اليوم وجاء الغد المنتظر، و.…
– حسنًا؟ قالت له بعد أن توقف ليشعل سيجارته.
بحث عن تشارلي، أين هو؟ كان ينظف الطاولات، أراد أن يخرج من المشهد، الآن كان عليه أن ينهض ويبحث عن سبب ملائم للخروج حتى إلى الشارع، وجد تشارلي يرتب ما تبقى من كؤوس غير آبه بوجودهما معًا، «تشارلي اللعين» قال لنفسه، لا بد أنه يريد أن يترك له المشهد ليتمكن من الحصول على مبتغاه! «تشارلي الغبي» قال لنفسه أيضًا، أراد أن ينهض لكن كرسيه كان ملتصقًا به ورجلاه ترتعشان، اللعنة على الحشيش والكحول عندما يجتمعان.
– ماذا حدث؟ خبرني؟
– حدثيني… حديثيني عن نفسك. قال محاولًا أن يتخلص من شغفها بمعرفة قصته والسن الذهبية خاصتها تحدق إليه الآن خلف اللون البنفسجي الذي ينكسر على المكان.
– أنا؟ قلت لك أنا حمامة… أنا راقصة شرقية، سأحدثك عن نفسي عندما تنتهي من هذه القصة، هيا… لقد تشوقت لمعرفة نهايتها. قالت متغنجة.
– أحقًا لا تعرفين ماذا حدث؟
– ماذا؟
– ………
– هيا!
– لقد، لقد…. لقد فعلها بي العجوز، أتيت باكرًا لأحصل على حمامتي منه، قال لي إنها في حجرة نومه، دخلت، ظل هو واقفًا أمام الباب، قال إنها تحت السرير خاصته وطلب مني أن أتقدم لأخذها، وحصل ما حصل.
– ما الذي حصل؟
– أنتِ تعلمين… لقد حصل. قال محاولًا أن يتخلص من قميصه الذي أصبح يغتصب أنفاسه.
– ماذا؟
– هاهاهاها لم تكن هنالك حمامة سنها ذهبية، ولا حمامة أخرى… هل تفهمين؟ لم تكن هنالك حمامات!! هاهاهاها.
– ماذا الذي رأيته هناك؟
– هاهاهاها لا شيء! نزلت لأبحث عن الحمامة تحت السرير لأشعر بشيء يتحرك داخلي، هل فهمتي؟
– ما هو؟ قالت.
– الكاتسو أيتها الغبية! الكاتسو… لقد فعلها بي العجوز، هل فهمتِ؟ هاهاهاها.
وعلت ضحكاته وضحكاتها الحانة، كان تشارلي ينظر له مبتسمًا، لقد تمكن أخيرًا من أن يكسبها لصالحه! كذلك حدث الساقي نفسه وهو يدخن سيجارته الأخيرة بعيدًا بعد أن لفتوا أنظاره وهو ينصت لديانا كرال تغني Let’s fall in love، كان الساكسفون يضفي جمالًا على المشهد، ها هما… فتى في الرابعة والعشرين، وفتاة جميلة يمكنه أن يواعدها ويحبها وتحبه وي ويسكسا تحت الضوء البنفسجي وموسيقى الجاز، مشهد يستحق أن يكون نهاية لفيلم رومنسي انتصارًا للحياة والجمال والروعة والنجاح.
توقفت هي عن الضحك أمام مشهد وجهه وهو يضحك، كان يضحك ضحكًا هستيريًا لا يتوقف، بدأت دموعه تسيل من عينيه، لم يتمكن من التقاط نفسه ولو للحظة، ضحكه ومشهد الرجل العجوز داخله، وشعوره عندما بحث عن الحمامة ذهبية السن تحت السرير عالقًا في دماغه، فجأة تحول ضحكه إلى بكاء هستيري مخلوط بالضحكات والشهقات…بكى، بكى وبكى!

محمد النعاس

محمد النعاس (٣٤ سنة)، كاتب ليبي(34) يكتب في الصحافة والقصة القصيرة والرواية، لديه مجموعة قصص بعنوان «دم أزرق» ٢٠١٩، روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد» الصادرة عن منشورات رشم ومسكيلياني ٢٠٢١، فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية في نسختها الخامسة عشر العام ٢٠٢٢. صدرت له عن دار الفرجاني العام ٢٠٢٢ مجموعة قصص «مكان لا تجوبه الكلاب»، ورواية «العراك في جهنم» عن دار التنوير العام ٢٠٢٤. ترجمت رواياته إلى الفرنسية عن دار لو بروي دو موند.  له إسهامات باللغتين العربية والإنجليزية في مجموعة من المواقع الصحفية العربية والعالمية، ويعملُ محررًا في مجلة الفِراتْس منذ ٢٠٢٤.

Join Our Community

TMR exists thanks to its readers and supporters. By sharing our stories and celebrating cultural pluralism, we aim to counter racism, xenophobia, and exclusion with knowledge, empathy, and artistic expression.

Learn more

مواضيع مشابهة

Arabic

قصة قصيرة لبلال حسني: الأزهار المسكِرة

20 OCTOBER 2025 • By بلال حسني
قصة قصيرة لبلال حسني: الأزهار المسكِرة
Arabic

قصة قصيرة لأحمد جاد الكريم: وحيد على حافة الموت

13 OCTOBER 2025 • By أحمد جاد الكريم
قصة قصيرة لأحمد جاد الكريم: وحيد على حافة الموت
Arabic

قصة قصيرة لعلي المجنوني: جلسة علاج نفسي مجانية بمناسبة زيارة الرئيس

6 OCTOBER 2025 • By علي المجنوني
قصة قصيرة لعلي المجنوني: جلسة علاج نفسي مجانية بمناسبة زيارة الرئيس
Arabic

قصة قصيرة لمحمد عبد الجواد: هذه ليست قصة عن جورج وسوف

29 SEPTEMBER 2025 • By محمد عبد الجواد
قصة قصيرة لمحمد عبد الجواد: هذه ليست قصة عن جورج وسوف
Arabic

قصة قصيرة لحسين فوزي: باللمبة النيون قام

8 SEPTEMBER 2025 • By حسين فوزي
قصة قصيرة لحسين فوزي: باللمبة النيون قام
Arabic

مقتطف من رواية «الرحيل إلى الجنة» لمحمد النعاس

1 SEPTEMBER 2025 • By محمد النعاس
مقتطف من رواية «الرحيل إلى الجنة» لمحمد النعاس
Literature

قصة قصيرة لمحمود سليمان: على الرغم من كونه بلطيًا…

25 AUGUST 2025 • By محمود سليمان
قصة قصيرة لمحمود سليمان: على الرغم من كونه بلطيًا…
Arabic

قصة قصيرة لمحمد النعاس: سن الحمامة الذهبية

25 AUGUST 2025 • By محمد النعاس
قصة قصيرة لمحمد النعاس: سن الحمامة الذهبية
Fiction

قصة قصيرة لبدار سالم: نونينال-2

18 AUGUST 2025 • By Badar Salem
قصة قصيرة لبدار سالم: نونينال-2
Arabic

قصة قصيرة لهدى الوليلي: قطارات فائتة

11 AUGUST 2025 • By هدى الوليلي
قصة قصيرة لهدى الوليلي: قطارات فائتة
Literature

قصة قصيرة لنسرين خليل: تسعة أرواح

4 AUGUST 2025 • By نسرين خليل
قصة قصيرة لنسرين خليل: تسعة أرواح
Literature

قصة قصيرة لآلاء عبد الوهاب: تلك العين البعيدة جدًا

28 JULY 2025 • By آلاء عبد الوهاب
قصة قصيرة لآلاء عبد الوهاب: تلك العين البعيدة جدًا
Arabic

قصة قصيرة لمروان عبد السلام: دمية الإله

28 JULY 2025 • By مروان عبد السلام
قصة قصيرة لمروان عبد السلام: دمية الإله
Arabic

قصة قصيرة لمحمد عبد الجواد: عمرو دياب لا يأكل ماكدونالدز

21 JULY 2025 • By محمد عبد الجواد
قصة قصيرة لمحمد عبد الجواد: عمرو دياب لا يأكل ماكدونالدز
Arabic

قصة قصيرة لهبة عبد العليم: قبيل النهاية بقليل

21 JULY 2025 • By هبة عبد العليم
قصة قصيرة لهبة عبد العليم: قبيل النهاية بقليل
Arabic

قصة قصيرة لسميرة عزام: أسباب جديدة

14 JULY 2025 • By سميرة عزام
قصة قصيرة لسميرة عزام: أسباب جديدة
Arabic

قصة قصيرة لأحمد الفخراني: كازانوفا بلا أجنحة

14 JULY 2025 • By أحمد الفخراني
قصة قصيرة لأحمد الفخراني: كازانوفا بلا أجنحة
Arabic

قصة قصيرة لمي المغربي: النوم أمام قهوة الجمهورية

30 JUNE 2025 • By مي المغربي
قصة قصيرة لمي المغربي: النوم أمام قهوة الجمهورية
Arabic

قصة قصيرة لإيمان اليوسف: القلب الزجاج، القلب الهواء

23 JUNE 2025 • By إيمان اليوسف
قصة قصيرة لإيمان اليوسف: القلب الزجاج، القلب الهواء
Arabic

قصة قصيرة لمحمد فطومي: الدور

16 JUNE 2025 • By محمد فطومي
قصة قصيرة لمحمد فطومي: الدور
Arabic

قصة قصيرة لإيمان عبد الرحيم: فصام

9 JUNE 2025 • By إيمان عبد الرحيم
قصة قصيرة لإيمان عبد الرحيم: فصام
Arabic

قصة قصيرة لإيمان اليوسف: تثغى

2 JUNE 2025 • By إيمان اليوسف
قصة قصيرة لإيمان اليوسف: تثغى
Arabic

قصة قصيرة لوجدي الكومي: نظر طلب لجوء سيد الفلك

2 JUNE 2025 • By وجدي الكومي
قصة قصيرة لوجدي الكومي: نظر طلب لجوء سيد الفلك
Arabic

قصة قصيرة لأحمد الفخراني: كغيمة مرت

12 MAY 2025 • By أحمد الفخراني
قصة قصيرة لأحمد الفخراني: كغيمة مرت
Arabic

قصة قصيرة لكريم عبد الخالق: كابوري يا روبي

12 MAY 2025 • By كريم عبد الخالق
قصة قصيرة لكريم عبد الخالق: كابوري يا روبي
Arabic

قصة قصيرة لفادي زغموت: اختياراتي مدمرة حياتي

17 MARCH 2025 • By فادي زغموت
قصة قصيرة لفادي زغموت: اختياراتي مدمرة حياتي
Arabic

ثلاث قصص قصيرة للكاتبة العمانية ليلى عبد الله

17 FEBRUARY 2025 • By ليلى عبد الله
ثلاث قصص قصيرة للكاتبة العمانية ليلى عبد الله
Arabic

تلويحة للسماء

10 FEBRUARY 2025 • By نهلة كرم
تلويحة للسماء
Arabic

ليل حيفا الطويل

10 FEBRUARY 2025 • By مجد كيال
ليل حيفا الطويل
Arabic

ممكن نتواصل مع حضرتك؟

20 JANUARY 2025 • By مي المغربي
ممكن نتواصل مع حضرتك؟
Arabic

حديد في الهواء

20 JANUARY 2025 • By علي المجنوني
حديد في الهواء
Arabic

قصة قصيرة لكارولين كامل: مرجانة

23 DECEMBER 2024 • By كارولين كامل
قصة قصيرة لكارولين كامل: مرجانة
Arabic

قصة قصيرة لضياء الجبيلي: الدمية ذات الوشاح الأرجواني

11 NOVEMBER 2024 • By ضياء الجبيلي
قصة قصيرة لضياء الجبيلي: الدمية ذات الوشاح الأرجواني
Arabic

قصة قصيرة لنورا ناجي: يقين

11 NOVEMBER 2024 • By نورا ناجي
قصة قصيرة لنورا ناجي: يقين
Arabic

قصة قصيرة لعبد الله ناصر: شارب فريدا كالو

11 NOVEMBER 2024 • By عبد الله ناصر
قصة قصيرة لعبد الله ناصر: شارب فريدا كالو
TMR Bil Arabi

قصة قصيرة لأحمد وائل: ولو في الصين

4 NOVEMBER 2024 • By أحمد وائل
قصة قصيرة لأحمد وائل: ولو في الصين

اكتب تعليقًا

لن ننشر الإيميل الخاص بك، الرجاء ملء إضافة جميع المعلومات المطلوبة

five − one =

Scroll to Top