مقتطف من رواية أمين صالح: كائنات المرايا الجميلة

فاتح المدرس، «وجوه».

أمين صالح   By • 17 NOVEMBER 2025

في روايته الأحدث، يروى لنا أمين صالح، بصوت راوٍ مخادع، حكايات تقع بين المدينة والقرية، والحلم والواقع، والحياة وما بعدها. ومع كل سرد جديد تتكشف أبعاد أخرى للشخصيات، لنصل في النهاية إلى لوحة إنسانية بديعة وحية.

سهرة الأرواح والحكايات السبع

رواية «كائنات المرايا الجميلة» من إصدارات كلمات.

من موقعنا هنا، نحن الرواة، أو إن شئتم، الأدلاء أو الكورس أو المعلّقون، أو أي تسمية تشتهون، فدوْرنا ينحصر في المشاهدة والمراقبة والرصد.. في حياد، ومن دون أن نتدخّل أو نتطفّل أو نعدّل أو نشذّب أو نستجوب أو نفرض وجهة نظرنا. حسبنا أن نسرد فحسب، تاركين أمر التأويل والتفسير والتوضيح والتعقيب والاستفسار لمن سيقرأ هذه الأوراق المبعثرة كالطرائد
في حلبة النص.
نقول ونحن نشرئب بأعناقنا، ونرفع أبصارنا موجهين رؤوسنا شطر السماء: بمقدورنا أن نرى من هنا اللقلق الوحيد قادمًا على عجل، بوصلته عينان حادتان، ودليله منقار طويل يرشده إلى المصائد المائية حيث الأسماك الوفيرة في بحر لا يحمي ثماره. هكذا ينقضّ بمهارة ليشطر المياه إلى نصفين ويلتقط سمكة كبيرة لتكون فريسته الشهية.
ثمة نهار مرقّط في أوّله.. نهار يستعير خيوط الشمس ليوقظ الغارقين في النوم. ثمة صلوات صباحية ترتقي السلالم الهوائية لتصل إلى خالق الكون.
ثمة سديم يتخلّل أطراف المدينة. ثمة أحاديث صاخبة وضوضاء شارع ودكاكين تشرع أبوابها. ثمة قدر خفي يطرق النوافذ الموصدة ويقرأ، فيما يتكئ على السور، كتاب الغيب الخفي، في الجزيرة الصغيرة مدينة صغيرة بلون الحليب، يبللها البحر، كل فجر، برشاش من المياه المالحة، كضرب من المغازلة والتودد. ضيّقة هذه المدينة ومسوّرة بجرّافات تقضم المياه حفنة حفنة، تردم المياه شبرًا شبرًا. ضيق سرير المدينة، وكلما غفت، راودها المدى وأغواها بالحيز الأرحب، الأكثر اتساعًا من الأفق.
وفي المدينة حي شعبي من الأحياء الفقيرة، الغاصة ببيوت واطئة من الطين، وبيوت من سعف النخيل، تتلاصق وتتجاور، وتتسامر كلما عن للقمر أن يسطع ليرصع وجه المساء بنثار حضوره البلوري. محمومًا يجس بخيوطه الفضية السطوح والمراقد مستطلعًا أحوال الحبالى. يقال أن العواقر كن يكشفن عن أثدائهن، عند اكتمال القمر، لينثر في أرحامهن بذور الخصوبة. والبيوت، مع حلول الغسق، تحمل سلالها المضاءة وتلملم ما تناثر من خرم ذاكرتها، طوال النهار، شظية شظية، وما تبعثر من أحاديث النهار، كلمة كلمة، لتدخرها في خزائن الأمس.
عند انتصاف الليل، بعد أن يأوي سكّان الحيّ إلى أسرّتهم، ويخلدون إلى النوم. يخرج كل منهم، برشاقة ومض، من جسده، تاركًا ذاته الأخرى مضطجعة في مهب النوم، مستسلمة في استرخاء لرفيف حلم يحوم في ردهات نوم في أوّله، وخفافًا، مثل طيور حبيسة وجدت منفذًا، يغادرون الغرف ثم البيوت، من الأبواب والنوافذ، فرادى أو جمعًا جمعًا، ليتجمهروا، رجالًا ونساءً وأطفالًا، في الساحة العامة، حول نيران أضرموها على عجل، وراحوا يحتسون الحساء الساخن ويرتشفون الشاي الحار، من دون أن يتأثروا بالبرودة الخفيفة التي تسري بينهم لكن لا تخترق أجسامهم الشفافة الشبيهة بأجسام أشباح لا يخترقها البصر ولا يشعر بحضورها من هم خارج هذا الجمع. تمر النسائم فلا يحسون بوجودها. تمر الدقائق فلا يلتفت إليها أحد.
تمر الديوك الرومية ولا يصطادها أحد. تمر الحلزونات. تمر الشجرة. يمر ظل ضل الطريق إلى صاحبه.
ها هنا، في هذه الساحة التي يتخذونها مسرحًا، يعيدون تمثيل ما فعلوه، أو ما فعلته ذواتهم الأخرى، في نهارهم الذي أطفأ قنديله منذ ساعات قليلة واستوطن الأمس.
بعضهم، من باب الدعابة ومن أجل إثارة الضحك، يحاكي عبر أداء تمثيلي يتسم بالمبالغة، سلوك أشخاص آخرين، وتقليد أصواتهم بطريقة فكاهية، وكلما تعالت الضحكات، أمعن في المبالغة والإفراط في المحاكاة.
بعضهم يستعرض مهاراته في تأدية الألعاب البهلوانية والحركات الخطرة لمجرد إثارة الإعجاب وانتزاع التصفيق وصيحات الاستحسان.
بعضهم يكشف عن مواهبه في الغناء والرقص وإلقاء القصائد والرسم. ها هنا بعض الحكايات، أو الأحداث، التي وقعت في ذلك النهار كما سمعناها من مصادرها الموثوقة.

فاتح المدرس، «وجوه»، زيت على قماش، 120×160 سم، 1985 (بإذن من سوثبي).

الحكاية الأولى
بيننا القاتل الذي يتوكأ على جريمته أينما حلّ. صارت ال مْصْوة الأزلية التي يحملها ويتعذّر محوها، ويستعصي نسيانها. يجسّ غشاء العدالة لا ليسائل إشكالات إثمه وإنما ليفضّ حياد العدل ويعمّم الظلم. علقت بقميصه رائحة مأتم، واحتقنت عيناه بفعل الكراهية، وما عاد في بدنه مسام ينفذ منه الحب.
تمتقع الظهيرة آن تراه يأتي مختالًا، ومن حدقتيه تطفر أطياف ضحاياه. يمتقع المقهى آن يحاذيه مستوحش يتقطّر من أطراف أصابعه رذاذ البطش.
كلما سعل، اندفع الغبار خارجًا من فمه وارتج بدنه من جرَّاء غزوٍ يعجز عن صدّه لسل ينخر رئتيه بضراوة حيوان يكاد يموت وجعًا.
خطاه خطى من يثقل كاهله عبءٌ لا يطيق حمله. وعندما يختلي بنفسه، يحزم ظلال ضحاياه حزمةً حزمةً، ويكوّمها جانبًا لئلا تفسد صفاء ونمه، ثم ينتحب.
بيننا القتيلة التي تنهض الآن مذعورة لأنها رأت نفسها في الحلم مضرّجة بدم ذاهل لا يعرف سببًا لنزيفه. هي البريئة التي ببراءتها أغوت قاتلها.
الجميلة التي فتن جمالها قاتلها وحرّضه على ملاحقتها سرًّا في البداية ثم علانية وبلا حياء. لمّا لمحته للمرّة الأولى اقشعرّ بدنها واعتراها التجهّم والوجوم.
وحينما بدأ في فضح وناياه، ومناوشتها بالتحرّش والغزل، انطلقت منها شهقة مدوّية لم يسمعها أحد، وأطبقت عينيها، أثناء وقوفها أمام المرآة، على مشهد رأت نفسها فيه مقتولة.
لها رائحة حقل في يوم ماطر، هذه العذبة الحاملة أعوامها العشرين بيدٍ، وباليد الأخرى تنثر فتات الخبز لتلتقطها عنادل عمياء. نعرفها، نعرفها جيدًا.
كم كانت رقيقة ومرحة. تمرح مع الشتاء وتلهو بثلجوه وسناجبه ومعاطفه. ثم تلاشت دعاباتها وابتساماتها ما إن ظهر أمامها ذاك الذي يسرف في الشر، والذي سوف يزهق روحها يومًا.
بيننا الدم الذاهل، الحائر بين شريان الحياة ومجاهيل الموت، الخارج من دفء الوريد إلى فوضى العدم. الدم المسفوك، الشاهد على عنف الجاني ووحشيته، الشاهد على بطش الطعنة وشراستها، يقتفي بلا كلل أثر من أراقه بلا رادع وأساله بلا رأفة.
يتبع مسار الحلزون في زحفه المرهق، الدم اللححو، زاحفًا يجرجر الأنين الأنثوي إلى مثواه الأخير. لن يتسنى له، بعد الآن، أن يهرول في أروقة الجسد البشري، أو يسيل متدافعًا عبر المجرى الذي تآلف معه عشرين ربيعًا.. العمر الغضّ لامرأةٍ ما اكتمل فصوله.
في مساء مغمور بالضباب، ملبّد بالأحابيل الخفيّة، يسفح حمحماته فيما يرون إلى البعيد، إلى سرجٍ يشد حديثًا، وجار شجرة يهز الخريف أغصانها لتتساقط أوراقها.
في ذلك المساء، كانت المرأة، التي لها رائحة حقل في يوم ماطر، تسير على الجسر عائدةً من بيت صديقتها، لا تنادمها غير رسالة غرامية حفظت كلماتها عن ظهر قلب، تستريح الآن في جيبها، بعد أن مرّرها إليها خلسةً من تسميه توأم روحها.. شقيق صديقتها. وها هي تردّد في غبطة وانتشاء بعض عباراته التي جعلت دقات قلبها تتسارع وتصطخب.
لخطواتها وق حفيفٍ، ولها رشاقة وقتٍ لا يتمهّل. بعد قليل، انتبهت إلى خلو الطريق، الذي تطرقه بكعبيها طرقات عالية ورتيبة، من عابري السبيل والمتسكعين. اعتراها شيء من القلق ومن الرهبة. رفعت رأسها لتطمئن إلي ووجد رفيقها القمر. كان هناك يحييها باسمًا. لكنها توجّست خفيةً من الضباب، الباعث على الارتياب، والذي يتكثّف من حولها على نحو غامض ومهدّد.. كأنما يتآمر عليها، كأنما يتواطأ ضدها مع كينونة مجهولة، أو كأنه استحال وحشًا يتح نيّن الفرصة للانقضاض. شعرت بانقباض لم تدرك سببه.
كيف لها أن تتنبأ بما سيحدث لها في الدقائق القادمة. كيف لها أن تعلم بوجود من يرصد حركاتها وإيماءاتها مثل قنّاص ضليع يرصد فريسة غافلة، ويتربّص بها مختبئًا بين ثنايا ضباب يتكوّم ويتكدّس ويدبّ مقتفيًا هدفه.
ليس الضباب – قناع الحاضر، الشريك المتواطئ – وحده من جعلها تتوجّس، بل أيضًا ذلك الهدوء الذي يشفّ عن صخب رهيب، ذلك السكون المضلّل الذي ينبئ بفوضى كاسحة تبعثر كل ما هو منظّم. كان سكونًا مريبًا، لا يمكن الوثوق به.
المرأة، التي لها رائحة حقل في يوم ماطر، تتلفّت مستغيثةً في صمت. تبتهل أن ينجدها أحد. ضارعةً أن يأتي فارسها، توأم الروح، وينتشلها من هذا المحيط العدائي، الهاوية الفاغرة فمها. تسرع أكثر في مشيتها. خطواتها تضطرب. السكنو مخيف. الفراغ مخيف. الصمت مخيف. تشعر أن الخطر وشيك، ويمكن أن يداهمها في أية لحظة. تهمهم لعلها تكسر هذا الهمّ الثقيل الجاثم على كيانها، هذا الضغط الهائل، ولكي تهدّئ من روعها.
من بين شدقيّ القنّاص سال لعاب الفتك، وعلى مشهد تخبّط الأنثى في متاهة الشرَك طفق يشحذ نصل الشهوة. هكذا، حتى انسلّ بخفّة الف دْهْ ومكر الطبيعة، واعترض طريقها.
أجفلت وندت عبر حنجرتها شهقة فزع حين فاجأها هذا الكائن الشرس بظهوره أمامها كاشفًا عن ابتسامةٍ خبيثة ونظرةٍ يعربد فيها الشبق.
رخوة كانت الأرض وقتذاك، رخوة وبلا حصانة. ولم يكن الضباب، الذي يحيط بهما بكثافة، درعًا لها. لا، ولم يكن حصنًا. وليس حضنًا منيعًا يصون اللاجئ إليه.. بل هو ستار يخفيهما عن أنظار من يتصادف مروره بمحاذاتهما. ولم يمرّ أحد.
عندما اندفع نحوها، تراجعت خطوات وهي تصرخ في فزع. أمسك بها ليخضعها لقوّته وسلطته، ليكبح توسلاتها ويتحكّم في لهاثها. غير أنها قاومت.
أرعبتها فكرة أن تقع فريسة همجي منحرف يحسب أن من حقه التهجم عليها في الطريق، والاعتداء عليها، وربما اختطافها أو اغتصابها. لذا نبشت بأظافرها الحادة خدّه وبصقت في وجهه، ثم تمكّنت من الإفلات والفرار قبل أن تشتدّ قبضته على ذراعيها. آلمه ذلك. رفضها جرح كبرياءه وغروره واعتداده بنفسه، أهان فحولته وأذل شخصيته. امتقع من شدّة الغضب. أخرج من جيبه سكينًا ضارية وهمس: لن تكوني لغيري.
مداه مدى حيوان ضارٍ ماهر في قياس المسافة واختزالها بوثبات سريعة، وإدراك الفريسة قبل أن تتمكّن من المراوغة والإفلات ثانيةً من قبضته. هواه هوى كائن لا يعرف غير حبك الدسائس وإيذاء الآخرين وسلب الناس.
في اللحظة الأخيرة، في الشهقة الأخيرة، في النفَس الأخير، في النظرة الأخيرة رأت في النصل الصقيل مشهد موتها. رأته خلفها يشدّ شعرها بقوة، فيجذب رأسها إلى الوراء، ويمرّر الشفرة الحادة على عنقها فيحزّ الجلد، ومن الشقّ ينبجس دمٌ شابٌ يتدفق حارًا وغاضبًا ليضرّج الرصيف، الجسر، الشارع، البيوت.. ويضرّج المدينة.
رأت مقتلها، رأت دمها الذاهل، رأت أعوامها العشرين تخرج تباعًا مع سرب من العويل، رأت الضباب ينحسر أخيرًا عن جريمة لم يشهدها غير مساء أعزل انزوى جانبًا يبكي، رأت العتمة تنطفئ شيئًا فشيئًا حتى حلّ الظلام الدامس.. ثم لا شيء.
القاتل والضحية.. كلاهما عالقان في اللحظة الأبدية الممتدة بلا انقطاع، المستقلة عن الزمن، فلا يطالها الوقت، لا تحفظها الذاكرة، ولا يطويها النسيان.
هو:
عشت في جوّ عائلي لطيف ومريح وودود. أحوالنا المادية ممتازة. منذ صغري كنت في مهبّ الشر. أبي الوديع كان يقمع عامله، وأمي الوديعة كانت تضطهد خادمتها. وأنا كنت أشنق القطط الصغيرة، وأضرب الجراء بالعصا حتى الموت. كبرت وكبر الشر معي.
حين شاهدتها للمرّة الأولى، الجميلة التي كلما بان وجهها الآسر اهتزت أشكال الطبيعة غيرةً، شعرت أنها خلبت لبّي وسحرت كياني. وأينما وجّه بصرها، توجّهت بوصلتي. وفي حلمي جثوت في حضرتها ولثمت ظاهر كفّها وتمتمت: كل ما أملك رهن مشيئتك.
في المقابل، أردت أن امتلك تلك العذوبة التي أسرتني.. عذوبة امرأة تتلألأ في حضورها كل كينونة، ويشعّ كلّ حجرٍ، كلّ جماد، فيبصر الأعمى، وينطق الأبكم، ويسمع الأصم. ولتعذروني إن بالغت، فالعذبة رجّت أشلائي وخلخلت عالمي. وللمرّة الأولى في حياتي، أردت أن أكون حنونًا وشفّافًا إلى حد أني لا أجد غضاضة في البكاء بين يديها من أجل أن تقبل بي زوجًا يعشق كل ذرّة تحوم حول مدارها. حسبها أن ترخي أهدابها في خفرٍ، وتهمس: “أنا لك”.. لأبذل لها حياتي قربانًا.
لكنها رفضت كل ما نويت بذله لها. خذلتني واحتقرت عاطفتي. لذلك امتلأت روحي بالضغينة، واشتعل الحقد في قلبي.
هي:
قطرات ندى تطرق أجفاني. توقظني من ونم عميق زاخر بأحلام زاهية، في أحدها كنت التقط حبات العنب وأنا أنشج لفرط سعادتي. ملأت كفيّ عصير عنب ليشرب منه الغزال الظمآن. كنت أصل الضفّةَ بالضفّةِِ عبر جسر لا يرى عندما سمعت نقرًا خفيفًا على الباب فعلم أنه حبيبي الذي لتوّه دخل حلمي باسلًا، وباسمًا وضع قرنفلةً في شعري. لم ينبس، لكن عينيه قالتا الكثير، هذا الخجول الذي ترتجّ كلماته كلما شرع قلبه للبحو، فأضع أصبعي على فمه ليعرف أني لا احتاج إلى الكلام لأفهم لغة قلبه.
خارج حلمي، لا أجرؤ أن أرفع بصري لأنظر في عينيه.. أتلجلج ويرتبك دمي في مجراه، وتضطرب أعصابي. وأسمعه يضحك على ارتباكي فاتظاهر بالزعل.
يومًا، انتبهت إلى الرجل الذي صار ظلًا آخر لي، يتبعني أينما ذهبت. كدت أن أواجهه لأطلب منه أن يكفّ عن ملاحقتي، لكن نظراته أرعبتني، لم أكن بحاجة إلى نباهة لأعرف حقيقة وناياه. شعرت أنه يضمر لي الشر، فتراجعت مفضّلة أن أتجاهله لعله يسأم ويدعني وشأني. غير أنه لم يكفّ عن ذلك. كنت أسمع وقع خطاه يتردّد خلفي وأنا أغذّ السير في وجل. أفتح النافذة فأراه واقف في الخارج مسمّرًا ورافعًا بصره ناحيتي. وفي نومي أجده يقطن في كوابيسي. كنت أتساءل: كيف أحصّن نفسي؟ كيف أسيّج محيطي بسياج يصعب اقتحامه؟
هكذا،
كل ليلة، في سهرة الأرواح هذه، يبعث القاتل والضحية معًا، ومعهما تبعث الحكاية ذاتها.

أمين صالح

أمين صالح أمين صالح، كاتب وشاعر وسينمائي من البحرين. ولد عام 1950. له له إصدارات عدّة في الرواية والشعر والنقد الأدبي والسينمائي، تأليفًا وترجمة. نال مؤخرًا جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية لعام 2022 (جائزة القصة والرواية والمسرح)، وكُرّم في الدورة التاسعة من مهرجان الأفلام السعودية 2023

Join Our Community

TMR exists thanks to its readers and supporters. By sharing our stories and celebrating cultural pluralism, we aim to counter racism, xenophobia, and exclusion with knowledge, empathy, and artistic expression.

Learn more

مواضيع مشابهة

Uncategorized

مقتطف من رواية أمين صالح: كائنات المرايا الجميلة

17 NOVEMBER 2025 • By أمين صالح
مقتطف من رواية أمين صالح: كائنات المرايا الجميلة
Arabic

مقتطف من رواية أمل الفاران: بنت عطشى

17 NOVEMBER 2025 • By أمل الفاران
مقتطف من رواية أمل الفاران: بنت عطشى
Arabic

مقتطف من رواية عبد الله ناصر: هذه ليست رصاصة

3 NOVEMBER 2025 • By عبد الله ناصر
مقتطف من رواية عبد الله ناصر: هذه ليست رصاصة
Arabic

مقتطف من رواية ابتسام شوقي: إنهم حقًا رجال شرفاء

29 OCTOBER 2025 • By ابتسام شوقي
مقتطف من رواية ابتسام شوقي: إنهم حقًا رجال شرفاء
Arabic

مقتطف من رواية طلال فيصل: جنون مصري قديم

22 SEPTEMBER 2025 • By طلال فيصل
مقتطف من رواية طلال فيصل: جنون مصري قديم
Arabic

مقتطف من رواية «طرق متنوعة لقتل النمل» لمحمد الفولي

8 SEPTEMBER 2025 • By محمد الفولي
مقتطف من رواية «طرق متنوعة لقتل النمل» لمحمد الفولي
Arabic

مقتطف من رواية “هواء مالح” لهبة خميس

1 SEPTEMBER 2025 • By هبة خميس
مقتطف من رواية “هواء مالح” لهبة خميس
Arabic

مقتطف من رواية «الرحيل إلى الجنة» لمحمد النعاس

1 SEPTEMBER 2025 • By محمد النعاس
مقتطف من رواية «الرحيل إلى الجنة» لمحمد النعاس
Fiction

مقتطف من رواية أحمد عبد اللطيف: أصل الأنواع

18 AUGUST 2025 • By أحمد عبد اللطيف
مقتطف من رواية أحمد عبد اللطيف: أصل الأنواع
Literature

مقتطف من رواية: العام الأخير في عمر القاهرة، لأحمد إبراهيم إسماعيل

11 AUGUST 2025 • By أحمد إبراهيم إسماعيل
مقتطف من رواية: العام الأخير في عمر القاهرة، لأحمد إبراهيم إسماعيل
Arabic

مقتطف من رواية محمد سمير ندا: صلاة القلق

17 MARCH 2025 • By محمد سمير ندا
مقتطف من رواية محمد سمير ندا: صلاة القلق
Arabic

مقتطف من رواية مالك رابح: بيت الولد

10 MARCH 2025 • By مالك رابح
مقتطف من رواية مالك رابح: بيت الولد
Arabic

مقتطف من رواية أحمد القرملاوي: الأحد عشر

24 FEBRUARY 2025 • By أحمد القرملاوي
مقتطف من رواية أحمد القرملاوي: الأحد عشر
Arabic

مقتطف من رواية محمد الفولي: الليلة الكبيرة

24 FEBRUARY 2025 • By محمد الفولي
مقتطف من رواية محمد الفولي: الليلة الكبيرة
Arabic

مقتطف من رواية محمد عبد الجواد: الواقعة الخاصة بأموات أهله

17 FEBRUARY 2025 • By محمد عبد الجواد
مقتطف من رواية محمد عبد الجواد: الواقعة الخاصة بأموات أهله
Arabic

مقتطف من رواية حسن كمال: الرواية المسروقة

3 FEBRUARY 2025 • By حسن كمال
مقتطف من رواية حسن كمال: الرواية المسروقة
Arabic

مقتطف من رواية مصطفى منير الأحدث: الطوباوية

27 JANUARY 2025 • By مصطفى منير
مقتطف من رواية مصطفى منير الأحدث: الطوباوية
Arabic

مقتطف من رواية ليلى المطوع: المنسيون بين ماءين

13 JANUARY 2025 • By ليلى المطوع
مقتطف من رواية ليلى المطوع: المنسيون بين ماءين
Arabic

مقتطف من رواية نورا ناجي: بيت الجاز

30 DECEMBER 2024 • By نورا ناجي
مقتطف من رواية نورا ناجي: بيت الجاز

اكتب تعليقًا

لن ننشر الإيميل الخاص بك، الرجاء ملء إضافة جميع المعلومات المطلوبة

18 − fifteen =

Scroll to Top