تعرف على غولة – موسيقى عربية معاد مزجها في تونس

20 مارس، 2023

 

ميليسا تشيمام

 

في الشهر الماضي، أثناء حضوري عرض المسلسل التلفزيوني "الراي لم يمت"، التقيت بالدي جي الفرنسي الجزائري فايزة ليلو، المعروف أيضا باسم لا لوف، وفنان الموسيقى الإلكترونية التونسي الموهوب وائل الصغير، المعروف أيضا باسم الغولة. غولة ولا لوف هما جزء من مشهد إلكتروني تحت الأرض مختار للغاية ولكنه مثير من شمال إفريقيا ، والذين تمكنوا من العثور في باريس على وسائل لعرض موسيقاهم على هواة.

الإصدار الثاني لغولة بعنوان ديمي كريمي. صدر في فبراير على جميع المنصات وكشريط كاسيت. كفنان مستقل، يخطط غولة الآن للقيام بجولة، معظمها بمفرده، وإن كان ذلك بمساعدة بعض الأعضاء الآخرين في المشهد الأندرجراوند. إن مشاركة قصته هي طريقة للدخول إلى عقل موسيقي مفاهيمي أمضى سنوات في البحث في كنزه الدفين المنسق شخصيًا من الموسيقى التونسية والمغاربية والعربية، لإنشاء صوته الجديد الممزوج بالعينات. كما فعل الهيب هوب في الولايات المتحدة في أوائل التسعينيات، والتريب هوب في إنجلترا في التسعينيات وأوائل الألفية، وقال إنه يخلق مكتبة من الصوت للموسيقى الكهربائية المعاصرة من شمال أفريقيا.

 

بدأ غولة تعلم الموسيقى منذ سن الخامسة، عندما تدرب كعازف بيانو في المعهد الموسيقي في مدينته سوسة. يقول: "أجبرني والدي على الذهاب حتى قبل المدرسة، ثم توقفت عن العزف على الآلات الموسيقية قليلًا، وعندما كنت مراهقًا اكتشفت موسيقى الروك أند رول، والهارد روك، وفرقًا مثل راديوهيد، وأنواع موسيقى مثل التريب هوب. كما كان لتأثير إخوتي الكبار دورًا كبيرًا علي، مثلًا التأثر بمايكل جاكسون. هذا عندما اكتشفت الموسيقى الإلكترونية، واشتريت أول جهاز كمبيوتر لي. لقد غير ذلك كل شيء، وذهبت إلى الموسيقى الإلكترونية".

كما أصبح مهتمًا بالآلات الصوتية مثل الجيتار والباس وآلات الإيقاع العربية واللاتينية.

يضيف غولة: "ما يمكنني فعله الآن يأتي أيضًا من والدي وعائلتي".

قدم لي آلة مزج ولوحة مفاتيح وليس بيانو. ثم أحضر ابن عمي دليل عمل الآلة من ألمانيا باللغة الألمانية، وكان لديَّ أيضًا قرص مضغوط يحتوي على الكثير من البرامج والأصوات من روسيا. كان ذلك في التسعينيات وكان من الصعب جدًا العثور على شيء من هذا القبيل في تونس في ذلك الوقت، لذلك كان علينا البحث عن كل شيء وإحضاره من الخارج، حتى قابلت شخصًا أحضر لي الدليل مطبوعًا باللغة الفرنسية، 300 صفحة! تعلمت كل شيء من ذلك الدليل. في النهاية، فيما يتعلق بالموسيقى الإلكترونية، أنا عصامي.

وائل الصغير الملقب بـ"غولة" (الصورة سيلين مونييه).

بدأ غولة في تأليف الموسيقى بآلة المزج، مستخدمًا الأقراص المرنة لتخزين أعماله. "أتذكر أن والدتي قالت: "أنا لا أفهم أي شيء مما تفعله". بالنسبة لها، كانت مجرد أصوات غريبة ومثل البيانو حيث يمكنني ابتكار الألحان".

ثم بدأ في إنتاج الموسيقى بشكل احترافي. "ابتكرت أصواتًا بما في ذلك تصميم أصواتٍ للأفلام، [وحصلت لاحقًا] على عرض عمل من شركة إعلانات وقمت ببعض الإعلانات للتلفزيون والراديو. رشحني أحد الأصدقاء، لذلك بدأت العمل من هناك، واكتسبت الكثير من الخبرة منه".

أثناء الاستماع إلى اسطوانة لشيخ العفريت، في العام 2014 ، أصبح شغوفًا بأخذ العينات، ما أدى إلى سلسلة من الإنتاجات المبتكرة. بدأ العمل على ألبوم أول بعنوان حلب الغولةالذي يعني "حليب الغول" باللهجة التونسية. إنها استعارة اصطلاحية تشير إلى شيء نادر وثمين للغاية. كما أصبح "غولة" اسمه الفني، لأن وائل كان يلقب بـ"الغول" أثناء العمل.

 

 

بدأ أبحاثه لابتكار صوت جديد، وجمع اسطوانات الفينيل، والعثور على أصوات غريبة، وبدأ في خربشتها (to scratch over). وأضاف أصواتًا من مزيج من الآلات التقليدية والموسيقى التونسية بالإضافة إلى العود والكمان التقليديان، بالإضافة إلى مقاطع من موسيقى الريجي والموسيقى البرازيلية. يشرح كيف صنع الألبوم قطعة موسيقية تلو الأخرى بأكبر قدر من الاستثمار، بناء على الكثير من العينات، لتكون كل قطعة مميزة، على عكس الطريقة التي يتم بها تجميع معظم ألبومات البوب معًا، التي تضم بعض الأغاني الجيدة وبعض الحشو. إنه مهتم بصياغة أفضل سجل ممكن، الأمر الذي قد يستغرق بضع سنوات. وهو يدرك حقيقة أن سوق الموسيقى قد لا يجعل من المفيد للفنانين المستقلين إصدار نسخ مادية من أعمالهم لفترة أطول. انها ببساطة تصبح أقل وأقل ربحية. يتعين على معظم الموسيقيين الإلكترونيين والمستقلين، خاصة في الأسواق الأصغر مثل تونس، البث من منصات مثل Soundcloud أو Bandcamp للعثور على جماهير تنجذب إلى هذا النوع من الإبداع.

يقول غولة: "لقد استخدمت هذا الوسيط بطريقة تجريبية للغاية، كما تعلمين، عندما تفعلين شيئًا مثل جمع العينات، فأنتي لا تعرفين أبدا ما ستجدين. أنت تستخدمين قطعة موسيقية تذكرك بقطعة أخرى، وما إلى ذلك. بحثت في الموسيقى الآتية من بلدان مختلفة، تونس، بالتأكيد، ولكن أيضًا من المغرب والجزائر".

أمضى غولة سنة يعمل على ديمي كريمي. في الوقت نفسه، عزف مع فرق موسيقية، سواء كانت مخصصة لموسيقى الروك أو أنواع أخرى، لكنه وجد أنها كانت محدودة للغاية، حيث أدى نفس النوع من القطع الموسيقية القصيرة باستخدام الآلات التقليدية. نتيجة لذلك، تحول إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر والأدوات الإلكترونية، حيث لم يرَ حدودًا لها. وهو الآن يفضل العمل مع الآلات. يقول: "الأمر يشبه علاء الدين والجني".

على خشبة المسرح، يؤدي غولة مع موسيقيين، مثل عازف الكمان وعازف الطبول. صديق له، ماهر، يخربش. يتذكر قائلًا: "طلبت من ماهر أيضًا أخذ عينات من الأصوات العربية وخربشتها. كان الأمر صعبًا عليه في البداية، لكننا سجلنا أكثر من ساعة. أريته كيف سأفعل ذلك، وقد أعجب به حقًا، لذلك واصلنا استكشاف هذا المسار. هكذا صدر الألبوم الثاني في الواقع".

استلهم غولة من أصوات شمال إفريقيا، ولكن أيضًا من أصوات لبنان ومصر. ذهب مع صديقته، التي كانت من الجزائر، إلى وهران، حيث بحثا متاجر اسطوانات الفينيل، ثم إلى الرباط، إلى قلب المدينة. "أقوم بعمل عينات من الأصوات، خاصة عندما أجد تسجيلات لغناء كابيلا".

 

يقول غولة: "ما كان رائعًا في تجربة كتابة هذا الألبوم هو كل التعليقات التي تلقيتها من المستمعين. على سبيل المثال، أخبرتني إحدى السيدات أنها جعلت طفلها يستمع إلى الألبوم أثناء حملها. ثم كتب لي صديق إيراني يقول: "أنا لا أفهم الكلمات ولكني أحب الموسيقى كثيرًا، وأشعر حقًا بالقرب من الوطن".

 

على عكس معظم الموسيقيين المستقلين من شمال أفريقيا، الذين يكافحون من أجل إيجاد طريقة للقيام بجولة، ناهيك عن الأداء الحي، نجح غولة، الذي يعيش بين فرنسا وتونس، في تقديم عروض على جانبي البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في لندن. يمكننا القول إنه تمكن من نقل اسمه خارج مشهد الأندرجراوند، وخارج مدينته، وهو بالفعل إنجاز ضخم لفنان ينتج عمله بنفسه، بدعم من علامة صغيرة: شوكة.

مع دخول العالم شهر رمضان، يستعد غولة للحفلات للشهر التالي، عندما يكون الجو أكثر ملاءمة للحفلات. سيعقد الحفل الأول في 12 مايو، في Le Petit Bain في باريس. سيتم الإعلان عن تواريخ حفلات لاحقة.

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *