في الأقصر، مصر تتوقع اقتصادًا سياحيًا متجددًا

10 أبريل، 2023

تبدو الحياة في مصر طبيعية بشكل مخيف، على الرغم من التقارير التي تفيد بأن الحكومة تقوم الآن بإسكات المنتقدين في الخارج وكذلك في الداخل، ولكن يجب أن تستمر السياحة لتساعد في دعم الاقتصاد المضطرب.

 

وليام كاروثرز

 

لقد عدت للتو من الأقصر - مصر. زرتها مباشرة بعد نهاية موسم العام الجديد. كان فندقي فارغًا تقريبًا، على الرغم من أنني تأكدت من أنه كان ممتلئًا في الأسبوع السابق، عندما كانت الحافلات السياحية لا تزال تتحرك جيئة وذهابًا على الطريق المؤدي إلى وادي الملوك. بالنسبة للكثيرين في المدينة - والبلد - فإن تلك الحركة تجعل الأعمال جيدة: التضخم مرتفع بشكل محزن (ذكرت رويترز أنه كان 21.3٪ في ديسمبر، على الرغم من أن بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير)، وهناك نقص في العملة الصعبة التي يساعد وجود السياح الأجانب في وجودها داخل البلد. ومع ذلك، ووفقًا لنهج الحكومة تجاه السياحة، تم تفكيك الأقصر وإعادة بنائها، ما جعل الاعتماد على أموال السياح أكثر ضرورة؛ اقتلعت أجزاء من وسط المدينة بالكامل وهي الآن مخصصة فقط لدولارات السياح.

شهد أواخر العام 2021 افتتاح "طريق الكباش" بين معبدي الكرنك والأقصر، وهو إحياء لطريق قديم تصطف على جانبيه تماثيل أبو الهول مثبتة على مصاطب مرتفعة. بدأ مشروع حفر الطريق بالكامل - موقع محطته الجنوبية في الأقصر، تم التنقيب عنها بالفعل في نقاط مختلفة من بداية من العام 1949 فصاعدًا - في السنوات التي سبقت ثورة مصر العام 2011، ولكن تم إيقاف المشروع بعد ذلك. في ظل اندفاع نظام عبد الفتاح السيسي للقيام بمشاريع تنموية كبرى في البلاد تم الانتهاء من العمل في الطريق. افتتح الطريق بحفل مذهل حيث حضر السيسي بنفسه.

 

طريق الكباش باتجاه الكرنك. (الصورة ويليام كاروثرز).

 

يمتد الشارع لحوالي 2.7 كيلومتر، بمنسوب منخفض بثلاثة أمتار تحت الأقصر المعاصرة نفسها. مشيت نحو ثلاثة أرباعه حتى سد حاجز وزارة السياحة والآثار طريقي. لقد كانت تجربة هادئة ولكنها محبطة: تم هدم أجزاء الأقصر التي كانت تطل مباشرة على الطريق - المنازل والمتاجر والمقابر - لإفساح المجال له، ومع ذلك فإن معظم الركائز في الشارع لا تحمل أي تماثيل لأبي الهول. كانت صوت حياة المدينة المعاصرة يصلني من بعيد، ولكن هنا في موقعي كان هناك عدد قليل من الأشخاص الآخرين في أحسن الأحوال، حشد يمكن إهماله في مشهد مزعج.

إن عدنا إلى نهر النيل، يعيد الجيش المصري بناء كورنيش الأقصر على ضفاف النهر. مشروع آخر ضمن عدد غير معلوم من المشاريع واسعة النطاق التي ينفذها كيان لا يزال غير خاضع للمساءلة عن تدخلاته الاقتصادية، ويبدو أنه مصمم لتوجيه حركة السير فوق النهر وبعيدًا عنه، نُقل معبر العبارة إلى الضفة الغربية للنيل - الذي كان يقع في السابق بجوار المدخل السياحي لمعبد الأقصر - شمالًا إلى منطقة حيث يفترض المرء أن "السكان المحليين" الذين يستفيدون من تلك الخدمة في الغالب لن يُنظر إليهم على أنهم يعترضون الطريق (على الرغم من أن محطة الركاب الحالية تقع مباشرة مقابل المستشفى، ما قد يكون أكثر فائدة لهم). بالنسبة لأي شخص مطلع على "خطط الإدارة" التي تم سنها في مواقع التراث العالمي، لن يكون هذا المصير مفاجئًا.

 

داخل منزل كارتر (الصورة وليام كاروثرز).

 

في كثير من الأحيان بدت الأمور على الضفة الغربية هادئة كما هي في الشرق. بخلاف مجموعة سياحية يابانية صغيرة، كنت الشخص الوحيد منزل كارتر الذي تم ترميمه حديثًا (يمكنك القيام بجولة ثلاثية الأبعاد هنا). يقع المنزل عند النقطة التي يتفرع فيها الطريق المؤدي إلى وادي الملوك بين الشمال والجنوب، يتوسط مواقع المعابد الجنائزية في العصر الفرعوني. عاش هوارد كارتر، عالم الآثار وعالم المصريات البريطاني، هناك في عدة أماكن من العام 1910 فصاعدًا. أعيد افتتاح المنزل لأول مرة للزوار في العام 2009، بعد هدم القرية الواقعة على هذا الطريق الرئيسي - وفوق المدافن القديمة - حيث اعتبرت السلطات منذ فترة طويلة سكان قرية القرنة، الذين تم انتقادهم على أنهم "لصوص مقابر"، مشكلة. هذا الترميم الجديد - تم افتتاح المنزل، كما هو متوقع، في الذكرى المئة لافتتاح مقبرة توت عنخ آمون - ليس أقل ارتباطًا بسياسات علم الآثار.

مع ذلك، فقد تم ترميم المنزل بطريقة حذرة، وكان أقل مما يستحق. هناك جدول زمني لحياة كارتر لا يختزله ببساطة إلى مجرد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كما كان يجب الاعتراف بالعمال المصريين الذين قاموا بعمليات الحفر الفعلي في الوادي. وفي الوقت نفسه، تشبه الزيارة إلى حد ما الذهاب إلى أحد أكثر ممتلكات مؤسسة التراث القومي إثارة للاهتمام في المملكة المتحدة: بداية من الغرف الرسمية وحتى السكاكين، يرى الزوار كل شيء تم ترميمه باهتمام. ومع ذلك، حتى مع ذكر "العاملين في المنزل" في اللوحة الوصفية للمطبخ، فإن كارتر هو بالطبع مركز الاهتمام: يفترض المرء أنه لم تكن هناك أي فرصة لاعتبار تاريخ المبنى اللاحق كاستراحة لمفتشي الآثار المصريين جديرًا بالمتحف.

 

طريق الكباش باتجاه معبد الأقصر (ويليام كاروثرز).

 

بعد ذلك، كنت الزائر الوحيد للنسخة المطابقة لمقبرة توت عنخ آمون المدفونة في الصحراء بجوار المنزل الذي اتخذه كارتر لمرة واحدة. هذا النوع من الوحدة لم يكن بالتأكيد رغبة من بنوا نسخة المقبرة. تم افتتاحها في العام 2014، وهي مصممة لحث السياح على الابتعاد عن المقابر الحقيقية سهلة التلف في وادي الملوك نفسه، أنشأت النسخة شركة فاكتوم أرتي، وهي شركة متخصصة في حفظ الآثار وتتخذ من مدريد مقرًا لها. تبني هذه الشركة أشياء: "حيث لم يعد الخط الفاصل بين الرقمي والمادي موجودًا"، على الأقل هذا ما يقوله موقع الانترنت الخاص بهم. نسخة المقبرة غريبة: لم أكن لأدرك أنني لم أكن في القبر الحقيقي إن لم أرَ جدار لوحات المعلومات وما يحويه عن عملية المسح الرقمي التي تمت قبل إنشائها. ومع ذلك، مع استمرار التدخلات للحفاظ على الآثار في الأقصر، لا أعتقد أن هذا سيكون الأخير.

توضح اللوحات الموجودة في نسخة المقبرة أن أساليب فاكتوم "تمكن المحافظين على الآثار والأكاديميين والجمهور من فهم الأشياء [أي المقابر] بطرق أعمق وأكثر موضوعية". على الرغم من ذلك لم تكن تلك المرة الأولى حيث يتم إعلان هذا النوع من الادعاء فيما يتعلق بمقابر العصر الفرعوني في الأقصر. كان ألكسندر ستوبالاري، وهو بلجيكي عمل لمرة واحدة كبيرًا للمرممين في هيئة الآثار المصرية، مسؤولًا عن الترويج لنسخة ما قبل رقمية من هذا النوع من العمل في الأقصر في أوائل الخمسينيات، تحولت على النحو الطبيعي إلى التسجيل الوثائقي والفوتوغرافي للمعابد النوبية، حيث هدد السد العالي في أسوان بإغراقها جميعًا. هناك دائمًا مستوى آخر من الحفظ الموضوعي، ودائمًا طبقة أخرى من التدخل في الحياة الاجتماعية للآثار القديمة. عمل فاكتوم محير للعقل، لكن شيئًا ما سيحل محله ويحافظ على تقدم مشروع التراث: هذا ما يحدث دائمًا، حتى مع استمرار الأساليب القديمة للتوثيق والورق والتصوير الفوتوغرافي، في الازدهار في الخلفية.

وبالمثل، مع تكثيف متطلبات السياحة العالمية، سيستمر هدم منازل الناس من أجل خلق تجربة أكثر نقاء وأكثر "أصالة" تشبه الماضي القديم. إذا أظهرت الأقصر أي شيء، فهو أن مثل هذه التدخلات تستمر في الظهور، حتى عندما يبدو أن السياح أنفسهم غير معجبين بها. السؤال إذن هو: لمن، إن وجد، تحدث هذه التدخلات؟

 

ويليام كاروثرز محاضر فخري في قسم تاريخ الفن ودراسات الفن العالمي في جامعة إيست أنجليا. وهو مؤلف "Flooded Pasts: UNESCO, Nubia, and the Recolonization of Archaeology" (Cornell, 2022) حصل على زمالات من: Leverhulme Trust ، و Gerda Henkel Stiftung ، و Max Weber Stiftung ، و AHRC ، والمفوضية الأوروبية، بالإضافة إلى جهات أخرى.

مصرالأقصرالسيسي السفر التصوير الفوتوغرافي السفروادي الملوك

1 تعليق

  1. مرحبا ويليام ، اسمي داريل لولر وأعيش في سنترال تابلاندز في نيو ساوث ويلز أستراليا. لقد انتهيت للتو من قراءة مقالك المؤثر المكتوب جيدا حول تدمير التراث النوبي (2/2023) نتيجة لبناء سد أسوان وأود أن أنقل إليكم أن لدي ألبوم صور في حوزتي يوضح بالتفصيل الارتفاع الثاني للسد في 1929-1933. لسوء الحظ ، لا يوجد شيء مكتوب عن المصور / صاحب الألبوم ولا تعليقات توضيحية للصور ، لكنه أرخ سردا حيا للشعب النوبي وطريقة حياتهم. مع أطيب تحياتي. داريل.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *