ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻨﺨﺪﻡ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ؟
ﻧﺸﻮﻯ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﺑﻨﻲ ﺃﺛﻨﺎء ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻗﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻛﺎﻥ دليلًا ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻧﻮﻡ ﻁﻔﻠﻚ ﻭﺭﺿﺎﻋﺘﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺭﻭﺗﻴﻦ ﺻﺎﺭﻡ.
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ، ﻣﺘﻄﻠﻌﺔ ﺣﻮﻟﻲ ﻷﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ أحدًا ﻟﻢ ﻳﺮَﻩ. ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﺄﻡ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﻛﺎﻥ ﻁﻔﻠﻲ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺍﻋﻴﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ. ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﻲ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻘﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﺭﺍﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﻁﻔﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﺘﺰﺍﻣﻦ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ ﻭﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ. ﺃﻳًﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻲ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻅﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺮﻭء، ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺻﻔﺤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﻣﻈﺮﻭﻑ ﺻﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻛﺎﻥ المظروف ﻣﻐﻠﻘًﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ، طبعت ﺨﻄﻮﻁ ﺣﻤﺮﺍء ﻭﺯﺭﻗﺎء ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻮﻝ ﺇﻁﺎﺭﻩ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔ «ﺑﺮﻳﺪ ﺟﻮﻱ». ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﻫﻲ: «ﺃﻭﻝ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﺮ ﻟﻜﺮﻳﺲ*، ﺃﻏﺴﻄﺲ 2010» ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻀﻮء، ﻛﺎﻧﺖ خصلة ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍء ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﻣﺴﻄﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ، ﻣﻀﻐﻮﻁﺔ ﻭﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻁﻮﺍﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ. ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺑﺘﺬﻛﺎﺭ ﺃﻏﻔﻠﺘﻪ ﺷﺨﺼﻴًﺎ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ خطيرًا… ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ أيضًا ﻗﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻗﺎﻝ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﺑﻴﻜﻴﺖ ﻋﻦ ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ ﺑﺮﻭﺳﺖ ﺇﻥ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ «ﺳﻴﺌﺔ»، ﻷﻥ «ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺃﻱ ﺷﻲء». ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻜﺘﺐ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﺆﻟﻔﻮﻧﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ؟
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻭُﻫﺒﻨﺎ ﻗﻮﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻫﻞ سنقبل ذلك، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺨﺘﺒﺮ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ؟
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ، ﺃﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﻤﻀﻲ بعيدًا. ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ بعيدًا ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺸﻮَّﻩ ﻓﻲ ﻻ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻣﻊ ﺻﻮﺭ ﺭﻣﺰﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻬﺮﻭﺳﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ، ﻣﺜﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺸﻮﻫﺔ ﻟﻄﺎﺋﺮ ﺃﻭ ﻓﺄﺭ ﺟﻠﺒﺘﻪ ﻗﻄﺔ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﻮﻥ، ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺟﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺳﺮﻳﺎﻟﻴًﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ممتعًا ﻭمسليًا ﻭمثيرًا ﻷﺟﺰﺍء ﻣﻦ ﺩﻣﺎﻏﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﺧﺎﻣﻠﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻐﺒﺮﺓ. ﺗﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﻠﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺗﺰﺍﻥ ﻗﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺭﻕ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺳﻮﺩﺍء، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺣﻮﻟﻨﺎ، ﻭﺗﺬﻛﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻄﻠﺒﻬﺎ قط، ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﻲ.
ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻫﻮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻼﺇﺭﺍﺩﻱ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺮﻧﺔ ﻭﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ. ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻫﻮ ﻭﻗﺘﻲ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻲ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺴﺘﻴﻘﻆ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻗﻠﻴﺔ، ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻬﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻛﻜﺎﺋﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، تتنفس ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺜﻞ ﻁﻔﻠﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻁﻮﻝ ﻭﺃﻧﻀﺞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ.
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺴﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺫﺍ، ﻭﻣﺘﻰ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ، ﻭﻛﻴﻒ، ﻭﺃﻳﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﺧﺘﺒﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﻘﻨﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺻﻨﻌﻨﺎﻩ.
ﺗﻌﻤﺪﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﺮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺑﻄﺔ «ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻘﻬﺎ». ﺧﻼﻝ «ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ»، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺒﻂ ﻣﻨﺒﻬﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 3:15 صباحًا ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺗﻜﺘﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻟﺘﻨﺘﺞ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ «ﺷﺬﺭﺍﺕ ﻟﻴﻠﻴﺔ» ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ.
ﺗﻘﻮﻝ: «ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻁﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺤﻴﺚ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎء ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ». ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺑﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﺮﺝ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺜﺮﻱ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ:
«ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻭ. ﻫـ. ﺑﻴﻮﻥ، ﻣﺤﻠﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﺑﻴﻜﻴﺖ، ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ «ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻭ ﺭﻏﺒﺔ [ﺃﻭ] ﻓﻬﻢ». ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﱠﻞ ﺑﺎﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﻳﺼﻒ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻔﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﺑﺎﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺗﻴﺎﺭ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍﻟﻤُﺤﻠﱠﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ… ﻭﺑﺎﻟﻤﺜﻞ، [ﻛﻤﻬﺮﺝ] ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺷﻴﺌًﺎ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺇﺿﺤﺎﻙ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻤﺎ ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ».
ﺗﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﺪﻳﺮ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﺪﺭﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﺃﻥ: «ﻟﻴﻨﻮﺍ ﻋﻘﻮﻟﻜﻢ، ﻟﻴﻜﻦ ﺃﺩﺍءﻛﻢ ﺑﻼ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﺒﻖ، ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺮﺡ، ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﻗﻠﻘﻜﻢ، ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ، ﻭﺛﻘﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻜﻢ»، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ، ﺗﺪﺭﺏ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻱ، ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ. ﺇﻥ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﺗﺮﻳﺤﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺮﺧﻮﺓ. ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﻣﺄﻟﻮﻑ – ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺄﻟﻮﻓًﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻌﻘﻠﻚ ﺑﺎﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻼﺣﻴﺔ – تمامًا ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺜﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻚ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎ تصفه ﺍﻟﺼﺪﻳﺮ ﺑـ«ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﻋﻘﻠﻚ».
ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻠﺤﻮﺍﺱ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ، ﻧﺘﻨﻔﺲ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻁﺒﺔ ﻭﺗﺮﺍﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﺃﻭ كانت ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻋﻄﺮﺓ ﻭﻣﺰﻫﺮﺓ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻬﻮﺍء. ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻧﺪﺍء ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﻬﺮﻭﻟﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺣﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺗﺴﺤﻖ ﺃﻭ ﺗﻄﺤﻦ ﺃﻭ ﺗﻔﺮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﺣﻴﺚ ﺃﺭﻛﺰ ﻧﻈﺮﻱ ﻋﺎﺩﺓً – ﺃﻭ ﻻ ﺃﺭﻛﺰﻩ – ﺑﻴﻦ ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻲ.
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ، ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻁﺮﻕ ﺧﻔﻴﺔ. ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺴﺤﺐ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ﺑﻬﺎ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺤﺮ، ﻭﺯﻭﺍية ميل أشعة ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭحدة ﻟﺴﻌﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ. ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﻷﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﻭﻧﻬﻤﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺫﻟﻚ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﺴﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﺗﻜﺒﻬﺎ.
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ دائمًا ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺓ ﺍﻟﻤﺸﻲ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻭﻗﺖ ﻁﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺣﺒﻲ ﻟﻠﻬﻮﺍء ﺍﻟﻄﻠﻖ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻭاختيارًا ﻓﻲ آنٍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ.
ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ2020 ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻹﻧﻬﺎﻙ. ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ، ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﻋﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ. شعرت ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻓﺘﺢ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ – ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺮﻓﻲ تمامًا ﺣﻴﺚ كنت ﺃﻫﺰﻫﺰ ﻁﻔﻠﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ركبتيَّ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ – ﻛﺎﻥ أمرًا ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺧﺎﺻﺔً ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ سريعًا ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﺣﻘًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ.
ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ.
ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻅﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ. ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮ، ﺑﺪﻋﻢ ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻲ. ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺇﺟﺎﺯﺗﻲ، ﻛﻨﺖ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺃﺷﺘﺮﻱ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﻣﺸﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ: ﺳﺘﺮﺓ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺮﻳﺎﺡ، ﻭﺣﺬﺍء ﻟﻠﻤﺸﻲ، ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺫﻛﻴﺔ، ﻭﺣﻘﻴﺒﺔ ﻅﻬﺮ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺯﻥ. ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻁﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ، ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺯﺭﺗﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ.
ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺫﺭﻉ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻌﻴﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ. تطور ﺇﺩﺭﺍﻛﻲ ﻟﻸﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻋﻀﻼﺗﻲ ﻭﻋﻴًﺎ جديدًا ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ وإدراكًا ﻟﻠﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﻗﻄﻊ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻓﺔ
ﻋﻠﻰ ﻁﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺃﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻀﻮء ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ. ﺷﻌﺮﺕ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺭﺳﺎﻣﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻟﻮﺣﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﻣﺒﺘﺪﺋﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﺍﻟﻄﻠﻖ، ﻭﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻛﻨﺖ ﺃﺿﻊ ﻣﺨﻄﻄًﺎ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴًﺎ بناءً ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ كتبتها بتعجل ﺃﻭ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﺻﻮﺗﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻔﻲ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻘﺼﺮﺓ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﺘﺎﺗًﺎ متناثرًا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﻳﺮﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍء.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﻈﺘﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺴﻤﺎء، ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻄﺒﻘﺎﺗﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻭﻣﻠﻤﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ، ﻓﻲ ﻟﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻅﻬﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺘﺎء، ﻫﺎﻟﻨﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻷﻓﻖ ﻓﻮﻕ ﺣﻘﻞ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻓﺪﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﻤﺮﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﺣﺒﺔ، ﻋﺼﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺕ، ﺷﺎﻱ ﺍﻟﻜﺮﻛﺪﻳﻪ.
ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺭﺳﻤﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻁﻔﻠﺔ ﺑﺤﻮﺍﻑ ﻣﺠﻌﺪﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﻟﻲ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻑ ﻓﻲ خلفية ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ. ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻓﺒﺪﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ حادًا، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺙ ﺑﺒﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ مملوءًا ﺑﺎﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ جدًا ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻄﺎﻡ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﺕ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳُﺤﺒﺖ عمدًا ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ، ﻻﺣﻈﺖ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﻣﺰﻱ ﻋﻠﻰ ﻁﺮﻑ ﺍﻷﻓﻖ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻤﺸﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ، ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺳﻤﺎء ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻭﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻠﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﻞ، ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻗﻠﺒﻲ. شعرت ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻧﺠﺬﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻫﺘﻢ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ؟ ﻛﺎﻥ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺤﺪﻳًﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺸﻒ.
ﻓﻌﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﺪﻗﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻘﻴﻤﺔ. ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ «ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﺭﻣﺰﻱ» ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ. ﻥ. ﻫﺮﺑﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻪ «ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ»؟
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻫﺮﺑﺮﺕ ﻣﻦ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ «ﺛﺎﺑﺘﺔ» ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ «ﻣﺎﺋﻌﺔ»، ﻷﻥ «ﺍﻟﺸﻌﺮ دائمًا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﺁﺧﺮ»؟ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻲ؟ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺘﺎء، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻴﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻏﻤﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، وتجمدت ﺃﺳﻄﺤﻬﺎ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ، ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﺎ. ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻗﺪ ﺷﻔﻴﺖ تمامًا ﺑﻌﺪ. تساءلت ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺳﻴﺘﺼﺪﻉ ﺃﻡ ﻻ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ كنت ﺃﻧﻈﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ، ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻭﻋﻴﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ… ﺷﻲء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ، تخليت ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺎ كنت ﺃﺭﺍﻩ ﺑﺪﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻵﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻗﻞ ﺟﺪﻳﺔ ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ، ﻣﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻭﻓﻴﺔ ﻟﺮﺅﻳﺘﻲ ﻟﻠﻤﺼﺪﺭ. ﻟﺬﺍ وصفت ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﺸﻴﻨﻮ، فوقه كُدست ﻄﺒﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺒﺮﻳﺴﻮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺮﻏﻮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﺏ ﻣﺜﺎﻟﻲ. ولم ﻻ؟ ﻟﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺩﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ.
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻌﺐ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ. ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻹﺟﻬﺎﺩ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﺎﻋﻒ، ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺃﻭ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻚ ﺷﻔﺮﺗﻬﺎ ﻻﺣﻘًﺎ، ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺘﺸﺮﻳﺢ ﻷﻓﻜﺎﺭﻱ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺮﺟﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ ﺃﻥ ﺃﻧﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ، ﻭﺃﻥ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ: ﻛﻔﻜﺮﺓ، ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺭ، ﺃﻭ ﻗﺼﻴﺪﺓ، ﺃﻭ ﻧﻜﺘﺔ، ﺃﻭ ﺃﻏﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﻧﻜﺘﺔ. ﺃﻥ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻊ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﻓﻲ بحيرة ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، ﺣﺘﻰ ﺗُﺴﺘﺪﻋﻰ، ﻛﺬﺍﻛﺮﺗﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻭﺃﺣﺪﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻭﺗﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻣﺘﻸﻟﺌﺔ ﻓﻲ ﻅﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ. ﻛﻢ ﺃﺑﻬﺮﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺃﺭﺍﺣﻨﻲ ﻓﻲ آن ﻭﺍﺣﺪ، ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﻭﺿﻮﺡ ﻻ ﻟﺸﻲء ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﺬﺍ.
ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻷﻗﺮﺭ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻈﺮﻑ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺮﻳﺲ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻁﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﻡ ﻣﻨﺸﻮﺭًا ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺴﺒﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻈﺮﻑ (ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻪ أيضًا)، ﻣﻤﺘﻨﺔ ﻭمحملة ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ.
ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻤﺪﻯ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ. ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻨﻌﻄﻔًﺎ جديدًا ﻭﻣﻔﺎﺟﺌًﺎ. ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ، ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ – ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ – ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ ﻁﻔﻠﻬﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻵﻥ 15عامًا ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺃﺷﻘﺮ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻲ.
ﻫﻞ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ جزءًا ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﻤﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ؟ ﻫﻞ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﻫﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﺃﻭ ﻛﺒﺴﻮﻟﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻓُﺘﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ؟
ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ: ﺧﺼﻼﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻭﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ، ﺃﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﺍﻵﻥ ﺣﻘًﺎ؟
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ، ﻭﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻁﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ؟
ﺗﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟطفل*