ينقل لنا ديوان آلاء حسانين «الحب الذي يضاعف الوحدة» الحياة اليومية، والقدرة على التنبؤ بالجسد والعواطف القديمة والخام للرومانسية الحديثة.
آلاء حسانين
إنه مجرد دم
بطريقة ما
هذا الدم على المحارم البيضاء
الدم الذي سال بكثافة بين فخذيَّ
وكوَّن بقعًا على البلاط
كل ليصير طفلًا.
قلت لنفسي: إنه مجرد دم
شيء بسيط،
مثل أن يجرح المرء إصبعه.
وتخيَّلتُ طفلًا بحاجبين كثيفين
يخرج من بقعة دم
ويتعثَّر في الرواق.
لا أفكر بالعالم
ولا أهتم للأطفال
حين يضحكون عاليًا
أتمنى أن يسكتوا
وحين يدورون طلبًا للمال
أتمنى أن يذهبوا بعيدًا
وقد توقفت عن رؤية نفسي في كل طفل مكتئب.
تجرعتُ سنوات كثيرة
لأبتعد سريعًا عن طفولتي
وشربتُ كل يوم تقريبًا
حتى أقدر على الضحك
ورحَّبتُ باليد التي تطلب رقصة
لأن الحب جميل
وسعيد
الحب طفل.
أغمضتُ عينيَّ،
وبورقة ملفوفة من فئة المئتين
استنشفت رمادًا أبيض..
ثم صَمَتُّ لليلة كاملة،
التنفس وحده
كان يجعلني أنتشي.
عرفتُ بوجود طفل في داخلي،
لكني قلتُ،
وأنا أشرب النبيذ من الزجاجة:
إني أريده ميتًا.
في الصباح التالي
ابتلعتُ حبوبًا مهربة داخل عربة المترو
وقلتُ: سيموت في الشارع
سيكون طفلًا ميتًا وجميلًا.
دخَّنتُ علبة سجائر كاملة
حين بدأتُ أشعر بالتوعُّك،
أصدقائي قالوا إني أتسبَّب بالكآبة لهم.
اعتذرت سريعًا وقضيتُ ساعتين في حمام عموميّ
يمكن للدم ألا يتوقف أبدًا.
سال طفلي دمًا ومخدرات وكحول ونيكوتين
وأعرف أني لم أشعر بشيء
ولم أتألم كثيرًا..
لكني فكرتُ
وأنا أغسل الدم عن البلاط
بأنه كان ليصير إنسانًا
وأني أحمل داخل جسدي
خزانة مليئة بالأطفال،
أطفال بحواجب كثيفة
وعيون ملونة
وبشرات داكنة.
وخرجت أدور أمام السيارات
العالم خارجي أكبر من أن أفهمه
العالم داخلي أكبر من أن أفهمه
أصدقائي حضروا لجرِّي بعيدًا
وقالوا إني أتسبب لنفسي بالكآبة
بينما دسستُ في جيب معطفي
طفلًا في كيس بلاستيكي.
قالوا أيضًا إن الحياة جميلة
وإنني شابة
وأحدهم تحدَّث بتردد عن معالج جيد
وأمسك بذراعي
بينما بكيتُ
وأنا أدخل يدي الأخرى في جيبي
وأصافح طفلًا صغيرًا
قرَّرتُ أنا أن يحضر ميتًا.
في انتظار غيمة
كل دقائق
يسألني النادل
إن كنتُ أنتظر أحدًا..
أقول: نعم.
فيرفع يده عن الكرسي المقابل
ويمضي
دون أن أكمل
أني أنتظر غيمة
أو قطرة ماء عملاقة
ثعلب أرجواني
أو خريف عام ألفين وعشرين.
يمضي
قبل أن أقول له:
أعطِ الكرسي لمن يحتاجه
فبإمكان الغيمة أن تجلس في أي مكان
بإمكان الثعلب أن يجلس على حجري
أو عند قدميَّ
بإمكان القطرة العملاقة
أن تهبط فوق رأسي تمامًا
أن تخفيني عن هذا الحشد
أن تذوب
فأذوب
على مرأى الجميع
ودون انتباهٍ من أحد
يأتي الحب كل يوم
أقع في الحب مثلما تقع حصاة في الماء
بخفة وعمق واندفاع
أنتمي للآخر،
أنا المتطايرة ككيس ورقي
أنشد دومًا غصنًا أتعلق به.
بإمكان أي أحد أن يصير حبيبي
أبدِّل وجهًا بآخر
أتأمل أجسادهم
أمرر أصابعي على وشومهم
أقبل ندوب معاصمهم
وبتأثر أستمع إلى رواياتهم حولها.
استلقيت مرة بجانبي
وأخذ الصمت يتسلق الجدران
الهواء البارد من النافذة أشعرني بالحب نحوك،
لكن أظن أني شعرتُ به
منذ اصطدمت بي خطأً في الطابور..
ثلاث سنوات مرت
أحببت خلالها مرة أو مرتين
أو ربما لحظات لم أهتم بعدِّها
يأتي الحب كل يوم
يمر في الصباح مثل بائع حليب
أحيانًا أفتح له الباب
ومعظم الوقت أنسى أن أفعل.
أحببتني للحظة ربما
حين أحطتني بذراعيك
وبقيتَ ساهرًا طوال الليل
تتأمَّل وجهي.
لكن الصباح يطلع دومًا
وعلى الرغم من أنك قلتَ
إنك أحببتني منذ الأزل،
فإني اعتدتُ على الحب الذي ينتهي
بمجرد ما تشرق الشمس.
قططي الصغيرة أزعجت نومنا
أخذت تخمش ظهرك
وتوقظك كلما غفوت.
أخبرتني بأنها الآن تشعر بالغيرة
لأني مستلقية بجوارك
ولأنني أصر على إبعادها كلما اقتربت مني.
مشكلة القطط أنها تمرض سريعًا
أحيانًا كثيرة تموت بمجرد أن تُولد
وأحيانًا أخرى
إذا نبتت لها أقدام
واشتدَّت للقفز والتغنُّج
فإن مواسم الموت
تحل مع البرودة..
أغلق النافذة في وجه الهواء
وأفكر بالقطة المسكينة
التي تنام بهناء عند قدمينا.
يشبه ذلك،
قصة حبنا النيئ
الذي هدهدتُه
ومسحتُ عن رأسه وأملت أن يعيش،
وأنت بجواري في السرير
تراقب قطتنا المحتضرة بعيدًا
وسرًا
ربما تتمنى أن تموت.
أحببتُ وجهك مبتلًا
الصابونة الأرجوانية
لتغسل قبلاتي عن جسدك،
شيئًا فشيئًا
كان الحب يسيل
مع ماء الاستحمام..
بالفوطة الزهرية
ساعدتُ بتجفيف جسدك
تأملته طويلًا
هذا جسد لم ألمسه
ولا يعرفني.
غادرتَ سريعًا
تحجَّجتَ بعدم قدرتك على النوم
خارج سريرك
بأصدقائك المنتظرين
بحياتك الملأى في الخارج..
تقول إنك أتيت من أجلي
إنك أحببتني منذ الأزل
وسرًا راقبتني لسنوات
لكن لماذا أرى في عينيك نظرة نشَّال؟
لماذا وأنت تهبط الدرج
شعرتُ بالخديعة
كأنك سرقت مني شيئًا
لم أعرف مسبقًا أنه يمكن سرقته.
أحسستُ باختفاء شيءٍ ما
بحثت حولي مرارًا
فتَّشتُ في الغرفة
رفعتُ الملاءة عن السرير
رفعتُ السرير عن الأرض
حاولتُ حتى خلع البلاط..
ماذا يمكن أن يختفي
في هذا الوقت؟
ألم شديد أدركني
نغزات في قلبي
لم أعرف من أين أتت،
وبدأتُ أشعر بلمساتك مجددًا
كأن طبقة من جلدي
صارت تخصك..
استعدتُ نبرات صوتك
وأحسستُ بأن الكذب يُلوِّح بكلتا يديه
والسخرية تنام على بطنها
وضحكي المسبق على كلامك
سبَّبه الإحساس بالزيف،
أبقيتُك رغم ذلك
أصعدتُك إلى منزلي
شاركتك الغطاء ذاته،
لأني كنتُ حزينة
ووحيدة
وفي قلبي شيء ميت.
كلانا عرف أن ما بيننا كذبة
تواطأنا عليها
أو ربما قبلتها لاحقًا
لأحجم شعوري العميق بالخديعة
لأقول إني أيضًا سرقتُ منك
لحظات حميمية
ونشوة مكرَّرة افتقدتها
وحضنًا ليليًا عميقًا وطويلًا
وقصة حب جميلة وعابرة
تمنَّيتُ لو تستمر لسنوات
لأشهر، لأسابيع أو لأيام على الأقل..
لكن الحب عندي
ينتهي مع شروق الشمس.
الناس يأتون تباعًا ويهربون سريعًا.
أجذب دومًا نوعًا من العشاق
بمجرد تقبيلي
يشعرون بأنهم سرقوا شيئًا
وعليهم أن يلوذوا بالفرار.
رغم أني أمنحهم ما يسرقونه
أهديهم إياه،
أبادل ما أمتلك بما يمتلكون،
أقول لهم إن الحياة بسيطة
ويمكننا أن نتشارك الحب والحزن
والسرير.
لكنهم لا يصدقون أن امرأة قد ترغب
قد تريد حقًا
قد تمنح وتأخذ
قد تبادل ما لديها بما لديهم..
اعتادوا أن يسرقوا الحب
حتى لو وُضع أمامهم بالمجان
حتى لو أهديَ لهم
لو أغدِقوا به،
اعتادوا أن يختبئوا حتى يُقبَّلوا
وأن يكذبوا
حتى يبادلهم الآخر القُبل
ولو حدث أن أعطاهم أحدٌ قلبه
مثلما فعلتُ معك
فإنهم سيخبئونه ويضيعونه
ثم سيقضون وقتًا طويلًا
في البحث عنه
وملاحقته
ونشله بخفة
ومضغه سريعًا
سيبلعون الحب ويغصون به
وسيلقون بقيئهم على الآخر
ثم سيهربون خفافًا
مثلما فعلتَ أنت
كأي نشال
سرق مني ذات يوم
حقيبة يد.
جاءت كلابك وبدأت تحوم حولي
كنتُ أنظر إليك وأسمع في رأسي فيروز وهي تغني:
“لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا”
وأتعجَّب من عقلي وما يحاول قوله لي
ثم ينكمش وجهي وأقول لك وأنا أمرر يدي على وجهك:
“حبيبي”
وتبتسم نصف ابتسامتك تلك وتشيح بوجهك بعيدًا
فأشيح بعينيَّ
أنظر للنافذة المكسورة وللأغصان التي دخلت من خلالها
للأوراق الكثيفة التي تكونت في السقف
وأتذكر أول مرة دخلتُ إلى منزلك
وشعرتُ بأني دخلتُ إلى مغارة موحشة
ظل قلبي يبكي مثل رضيع طالبًا المغادرة
لكني كتمتُ وجهه بوسادة من غيوم
وتركتك تخيط قدميَّ بالأرض
ويديَّ بالهواء
نظرتُ إلى البوابة الحديدية المواربة
فنظرت إليَّ
ثم قلتُ لنفسي:
أنا اخترت البقاء
وأستطيع المغادرة في أي وقت.
استخدمتُ هذه الحجة أمام رفاقي كلما حاولوا دفعي بعيدًا
ذات مرة قلتُ بعجرفة لصديقتي على الهاتف:
“لا تهتمي
أنا سعيدة، وحتى لو لم أكن كذلك
أستطيع الخروج في أي وقت”.
قالت:
“إذن اخرجي”،
وشعرتُ بمكعبات ثلج تتكوم في فمي
حاولتُ التراجع ببضع كلمات:
“لا أرغب
على الأقل ليس اليوم”
قالت:
“إذا لم تخرجي الآن فلن تخرجي أبدًا”،
حينها انهمرتُ بالبكاء وأنا أجمع ملابسي من بين الغسيل
أتذكر أني رفضت في البداية أن تختلط ملابسنا في السبَت
وأن أضع فرشاة أسناني بجانب فرشاتك في الكوب
لأوحي لنفسي بأني على وشك المغادرة
لكن مرت نهارات كثيرة
نسيتُ خلالها كيف تبدو حياتي بدونك
كيف أمرر لأحد أصدقائي كأسًا
دون أن تكون وسيطًا توصله إليه
كيف أدخل باب المنزل دون أن تفتحه أولًا
نسيتُ حتى كيفية الاستيقاظ في الليل
وفتح باب الثلاجة والأكل دون توقف
لأني ملتزمة بنظام غذائي
لا أذكر متى قررت الالتزام به
متى تخيلت عن التمشية في الليل
أو كيف توقفتُ عن رؤية القمر
حتى تشير ذات ليل وتقول:
“انظري
القمر مكتمل”.
فأنظر له
وحتى القمر
يشير إليه إصبعك.
قالت لي صديقتي
“اخرجي”،
فبكيت وأنا أقول:
“أرجوك، لا تجبريني على فعل ذلك”.
فرقت ملابسي عن ملابسك
جمعتُ أغراضي في أكياس بلاستيكية
حاولتُ فتح الغسالة لأضع الملابس بدون عصر في الكيس
وأخذ ينقِّط في كل مكان
راقبتُ الساعة بتوتر وأنا أحاول الانتهاء قبل عودتك من العمل
وفي داخلي صوت يقول:
“لن تخرجي”.
نظرتُ إلى الشيشة التي انتهيتُ من تجهيزها للتو
وللفحم المشتعل الذي يلمع باحمرار
ولم أستطع التمتع بالظهيرة
طلبت أوبر وتوقعت أني سأجد المفتاح في مكانه
لكن الأبواب مغلقة والسائق لا يكف عن الاتصال.
قلت لنفسي:
“إذا ألغى الرحلة فسأتعفن حتمًا في هذا الكهف”.
ثم جلستُ على الكنبة وأنا على وشك البكاء
كل ما قالوه إذن كان صحيحًا
وأنا أرافق وحشًا لا أبصر أنيابه
تردَّد في رأسي وسم: “أنا الضحية التالية”
الذي انتشر في تويتر منذ أيام
ووقتها رفضتُ بشدة ترديده أو كتابته
قلتُ لنفسي:
“يستحيل أن يحدث هذا لي”
وبدأتُ أتذكر النساء المقتولات
كل النساء اللواتي متن مرتديات قمصان الحب
وتذكرتك وأنت تتحدث عنهن بتعالٍ
وربما عني
عادت فيروز لتغني:
“لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا
قصتنا الغريبة شلعها الهوا”
فصرخت في الفراغ لأخرس ذاك الصوت المزعج
وفتحتُ عيني على آخرها
لأوقف ابتسامتك الباردة من أن تلوح في عقلي.
بدأت أتذكر كيف أطعمتني السم بالملعقة
كيف مسحت به جسدي
كل لمسة كانت تشعرني بالحب والقرف في آن
كل قبلة كانت تقول لي:
أنتِ جميلة ومقرفة.
كل نظرة منك كانت تقول:
لا يجب أن تكوني هكذا
ولا هكذا
ولا هكذا أيضًا.
هذا رائع لكن لن يليق بكِ
لون المونيكير حلو لكن لو كان أفتح قليلًا
بشرتكِ حلوة، لكن هل جربت التان؟
ماذا لو أن عينكِ عسلية وشعركِ أملس؟
ثم بدأت كل الجمل التي قالها فمك
وقالتها عيناك تنتشر في الهواء.
جاءت كلابك وبدأت تحوم حولي
خائفة من أن تقترب
خائفة من أن تبتعد
مثلي حين كنتُ معك
خائفة من أن أدخل
خائفة من أن أخرج
لكن كيف اختبأ كل هذا الخوف في مسامي دون أن أشعر به؟
كيف توقفت عن الشعور بجسدي
ونسيتُ كيف كنتُ أشعر باللذة
كيف تخدَّرتُ ونسيتُ أن أرغب وأن أنتشي
كيف تحولت إلى شخص أبعد ما يكون عني
ومتى حدث هذا الانفصال بيني وبيني؟
لمحت المفاتيح أمامي على الطاولة
فتوقف تكسر الصحون الفخارية في الهواء
هاتفني أصدقائي:
“بخير؟”
أجبت:
“الآن، نعم.
ولم يعد مهمًا أن تأتوا إلى الموقع الذي أرسلته لكم”.
وجدتُ السائق في انتظاري
وبدأتُ أحول إليه أغراضي في الأكياس ليضعها في السيارة
وفكَّرتُ بالفتاة التي كانت هنا قبلي
ما الذي دفعها للخروج تاركة ملابسها في الأكياس
وحذاءها الجلدي الجديد
وعلبة الشامبو
وفرشاة الأسنان.
وسألتُ نفسي:
لماذا لم أفكر قبل هذه اللحظة
بالفتيات اللواتي هربن من هنا بالملابس على أجسادهن؟
وما الذي يدفع امرأة لأن تترك خلفها حذاءً جديدًا؟
ولأول مرة تعاطفت مع هذه البنت
التي تعمَّد مرارًا أن يناديني باسمها خطأً
وأن يضعني في منافسة طوال الوقت مع شخص مجهول
أحيانًا كنتُ أضحك على محاولاته
وأقول له:
أعرف ما تحاول فعله
ولن أنساق معك.
لكن مع الوقت تخليَّتُ عن حذري
أخلعني إياه مثلما يخلع محارب درعه
وأخذ جسدي يسبح دون انتباه
وعقلي صار شاردًا
وقلبي ينتظر جرعة الطمأنينة ليسكن الخوف.
سألني السائق:
“بخير؟”
وبكيتُ طوال طريقي إلى منزلي
وأنا أتذكر رائحته
وشعرت بالحزن لأني خرجت
قبل أن أتمكن من صنع الغداء.
فكَّرت فيه:
ماذا سيأكل؟
حاول أصدقائي أن يتحدثوا معي
أن يجعلوني أراه كوحش وليس كطفل خائف
قلت لهم:
“أمه أفسدته
تتحكم فيه طوال الوقت”.
فقالوا:
“وكذلك كان يفعل بكِ”.
لكن ما رأيته أنه كان يلتجئ إليَّ
يحتمي بي
وربما يكون وقحًا أحيانًا وكثير الانتقاد
لكن لأنه كان خائفًا من تركي له،
وها أنا تركته في النهاية
في وقت صعب
أمه تضايقه هذه الأيام
و”الويد” الذي بحوزته قد انتهى
وأنا كنت مسكِّنه عن كل ذلك الألم..
لكن لماذا أشعر بألمه في قلبي؟
لماذا امتصَّ طمأنينتي وحقنني بالخوف؟
لماذا أكرر الأخطاء مرة بعد مرة بعد مرة؟
أشعر بالخوف، لكني أحبه
هل مسحتُ كل صوري في هاتفه؟
لكن ماذا سيفعل حين يعود للمنزل ولا يجدني فيه؟
أريد أن أشير للسائق ليعود
أريد أن أعود
هل يمكن أن نعود بالزمن وننسى ما حدث؟
غير أن الجزء الضئيل من عقلي
الذي لم يشوِّهه
قادني إلى منزلي
وأجلسني على سريري
وبدأت أسترد حياتي تدريجيًا
ورأيتُ ذاتي القديمة جالسة هناك
ضاحكة وطموحة
ثم نظرت للمرآة ورأيت امرأة لا أعرفها
وبكتا معًا
بالأخص حين فعل أكثر شيء أربكني:
لم ينتبه لغيابي
لم يقل كيف
ولماذا..
أو ربما أشعره ذلك بالسرور
لأنه ذاك اليوم
كان قادمًا ومن فمه تفوح رائحة امرأة أخرى
آمل الآن أن تكون قد تمكنت من الهرب
حتى لو تركت كيس ملابسها خلفها.
أنا خائفة
وأحيانًا أحبك..
نُشرت النسخة الإنجليزية هنا.