ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ الدائم ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞ ﺣﻮﺍﺭ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺷﺎﻗًﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ.
ﺻﺒﺎﺡ ﺣﻴﺪﺭ
ﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.
«ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻚ؟» ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﺣﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻮﻧﻬﻢ.
«ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻚ؟» ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ أبدًا.
«ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻚ؟» ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ: ﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.
ﻫﻞ ﺳﻴﻔﻬﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎﻫﻢ، ﺃﻧﻨﺎ أتينا ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺮﻭﻫﺎ كثيرًا؟ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ أتت ﺃﺟﺰﺍء ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺃﺟﺰﺍء ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻧﺘﻬﻜﻮﻩ أيضًا؟ ﻫﻞ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ما حدث؟
«ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻚ» ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ” “?”Et toi, c’est quoi ton origine ﺑﻼ ﻟﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺃﺻﻴﻞ ﻭﻣﺰﻋﺞ.
ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻦ ﺗﻔﻬﻤﻪ أبدًا.
«ﺳﻴﺎﻕ» ﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ مكان نشأتك، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻚ ﻓﻲ خانة بعينها… ﻭﺃﻧﺖ / ﻧﺤﻦ / ﺃﻧﺎ، لا نمتلك ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﻫﻮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﻟﻴﺖ ﺑﻬﺎ (ﻭﻋﺸﺘﻬﺎ). ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺮﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺷﻌﻮﺏ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺳﻮﺍﻧﺎ ﻗﺮﻭﻧًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻁﻦ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ بين ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻤﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ.
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻮﺻﻒ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺄﻭﺍ ﻓﻲ (TCI)ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ (TCK). ﺃﺗﺬﻛﺮ، ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ظهر ﻣﺼﻄﻠﺢ «ﺃﻁﻔﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ»، ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻭ أصلنا ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ، ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺟﻨﺴﻴﺘﻨﺎ. ﻟﻘﺪ عشنا، ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء، ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﻜﻮﻳﻨﻨﺎ، ﻭﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻛﺒﺮ. ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ أخيرًا اسمًا ﻷﻁﻔﺎﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺄﻭﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻵﻥ ﻳﺆﻁﺮ فحسب ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ تعقيدًا هائًلا ﻓﻲ تشكيلنا وكيفية ﻧﺤﺪﺩ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ.
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻳﺘﻢ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻭﺭﻓﻀﻪ. «ﻣﺎ ﺃﺻﻠﻚ؟» ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﺎ، ﻓﺈﻥ ﺳﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﻫﻘًﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺑﻼ ﻟﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺃﺻﻴﻞ ﻭﺑﺼﺮﺍﺣﺔ، ﻣﻤﻞ.