ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ الشامل ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﺄﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻳﺤﻴﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻒ ﻓﺎﺩﻱ ﻗﻄﺎﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻛﻞ تفاصيل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﻤﺤﻮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ.
ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ: ﺍﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻟﻔﺎﺩﻱ ﻗﻄﺎﻥ
Hardie Grant Books 2024
ISBN 9781958417287
ﻣﻴﺸﺎ ﺟﻴﺮﺍﻛﻮﻟﻴﺲ
ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ توقيت مهم بالنسبة إلى ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ، ﻭﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻁﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﻲ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﺎﺩﻱ ﻗﻄﺎﻥ «ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ، ﺍﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ» ﻫﻮ ﻓﻲ ﺁنٍ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﻁﺒﺦ ﻓﺎﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻁﺒﺎﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻭرسالة ﻣﺪﻳﺢ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺙ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.
ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮﺍءﺗﻪ كاملًا ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺼﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺃﻁﺒﺎﻗًﺎ ﺷﻬﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﺋﺪ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﺧﻼﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺭﺣﻠﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ أيضًا. ﻳﺮﻭﻱ ﻗﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، ﻣﻘﺴﻤﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ، ﻭﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ. ﺗﺴﺮﺩ ﻛﻞ ﻭﺻﻔﺔ ﻭﻣﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻋﺎﺋﻠﻴﺔ، ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻭﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻄﻠﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺆﺛﺮﺓ. ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻓﻘﺪ ﺗﺜﻴﺮ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻟﺘﺬﻭﻕ ﺍﻷﻁﺒﺎﻕ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺒﺎﺗﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻞ ﺃﺟﺰﺍء ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻁﺒﺎﻕ، ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺤﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ، ﺃﻭ ﺑﺎﺗﻴﻪ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺨﻦ، ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﺠﺰﺍﺭﺓ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺘﺸﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳؤدي إلى صدمة.
ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
بداية ﻣﻦ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻳُﺪﻋﻰ القراء ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻗﻄّﺎﻥ ﻟﻴﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻁﺒﺎﻕ ﺍﻟﺨﺰﻓﻴﺔ المصنوعة يدويًا ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﻤﻮﺱ ﻭﺍﻷﺟﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺤﻼﻭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻋﺸﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ، ﺍﻟﻤﺰﻳﺞ ﺍﻟﻌﺸﺒﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﻗﻮﺵ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻕ ﻭﺍﻟﺴﻤﺴﻢ ﺍﻟﻤﺤﻤﺺ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻁﺒﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭﻗﺪ ذُكر ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ.
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ أيضًا ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺐ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﻴًﺎ ﺍﺳﻢ «ﺃﻭﺭﻳﻐﺎﻧﻮﻡ ﺳﺮﻳﺎﻧﻴﻮﻡ». ﻳُﻌﺮﻑ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﺍﻟﺒﺮﻱ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﻁﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻓﻲ العام 1977 ﺣﻈﺮﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﺯﺍﻋﻤﺔً ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻌﺎﻗَﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺜﺮ ﺑﺤﻮﺯﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﺘﺮ بالغرامة ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ. ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺑﻮﺩﻛﺎﺳﺖ ﻟﻌﺎﻡ 2021 ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ فلسطين تحدث ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺇﻏﺒﺎﺭﻳﺔ عن تجريم ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﺑﻮﺻﻔﻪ «ﻏﻴﺮ ﻏﺬﺍﺋﻲ». ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻸﻛﻞ، ﻭﻫﻲ ﺃﻋﺸﺎﺏ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻟﻴﺲ ﻛﻐﺬﺍء، ﺑﻞ ﻛﻤﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ. ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﻏﺒﺎﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺻﻒ «ﻏﻴﺮ ﻏﺬﺍﺋﻲ» ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻹﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻬﻢ.
ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ، ﺗﻨﺸﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻳﻬﺪﺩ «ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، وﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺬﺍء ﺻﺤﻲ ﻭﻣﻼﺋﻢ ﺛﻘﺎﻓﻴًﺎ ﻭﻣﻨﺘﺞ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺑﻴﺌﻴًﺎ ﻭﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ، ﻭﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻈﻤﻬﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ». ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ﺗﺆﻛﺪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ. ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺳﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻲ، ﺗﺮﻯ ﻣﻨﻈﻤﺔ «ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ» ﺃﻥ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﻏﺬﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻬﻢ ﻳﻨﺘﻬﻚ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ.
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ، ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﻊ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ. ﻭﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﻗﻄﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺃﺭﻳﺤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ [ﻋﺒﺮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ] ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺸﺒﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ. ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﻣﻴﺔ (ﺗُﻨﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺎء ﺳﺎﺧﻦ ﻭﺗُﺸﺮﺏ ﻛﺎﻟﺸﺎﻱ) ﻭ ﺍﻟﻌﻜﻮﺏ (ﺟﻮﻧﺪﻳﻠﻴﺎ ﺗﻮﺭﻧﻔﻮﺭﺗﻲ) ﻭﻫﻮ ﻧﺒﺎﺕ ﺷﻮﻛﻲ ﻳﺴﺘﻮﻁﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ. ﻭﻳُﻌﺪ ﺍﻟﻌﻜﻮﺏ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻒ ﻗﻄﺎﻥ ﺳﻤﻰ ﻣﻄﻌﻤﻪ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﺑﺎﺳﻤﻪ. ﻗﺪ ﻳُﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻜﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ.
ﺍﻟﺼﻴﻒ
ﺗﺰﺩﺍﻥ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺑﺎﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ. بداية ﻣﻦ ﻭﺻﻔﺔ ﺍﻟﺒﻘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺎﻭﻱ، ﻳﻌﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ: ﺍﻟﻄﻤﺎﻁﻢ ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺘﻴﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻭﺑﺮﺗﻘﺎﻝ ﻳﺎﻓﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﻗﻄﺎﻥ ﻋﻦ «ﺗﻴﺘﺎ ﺇﻳﻤﻴﻠﻲ»، ﺟﺪﺗﻪ ﻷﺑﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻗﻂ. ﻓﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﺣﺰﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ، ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻒ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻜﺒﺔ العام 1948 ﺑﺮﺗﻘﺎﻝ ﻳﺎﻓﺎ، ﻣﺜﻞ ﺑﻄﻴﺦ جنين رمزًا ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧﻠﱠﺪﻩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻏﺴﺎﻥ ﻛﻨﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ (1962).
ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﻣﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967 ﺍﻗﺘﻠﻌﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﺮﻳﻔﻬﺎ. ﻣﻨﺬ 7 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2023 ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻁﻨﻮﻥ ﺑﺘﺨﺮﻳﺐ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ ﻹﻟﺤﺎﻕ ﺃﻗﺼﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ. ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ «ﻟﻤﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ» (2023) ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ «ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻭﺳﻮء ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻫﻮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ على قطاع غزة».
ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩﻫﺎ، ﺗﺠﺴﺪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻁﻬﺎ ﺑﺎﻷﺭﺽ. قال كل من ﺭﻣﺰﻱ ﺑﺎﺭﻭﺩ ﻭﺭﻭﻣﺎﻧﺎ ﺭﻭﺑﻮ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻱ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺠﺬﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ تجذرًا ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ؟
ﻭﻛﻤﺎ توضح ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺻﻔﺔ ﻗﻄﺎﻥ ﻟﻠﺰﻳﺘﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ ﻭﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﺟﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ أيضًا ﻭﺻﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﻄﺎﻫﻲ ﻟﺤﺴﺎء ﺍﻟﻌﺪﺱ، ﻭﻭﺻﻔﺔ ﺟﺪﺗﻪ ﻟﻠﺴﻔﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﻣﺮﺑﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮﺟﻞ. ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻁﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ الساخنة ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻁﺒﻖ ﺍﻟﻤﻘﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻧﺒﻴﻂ، ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺣﺒﻮﺏ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺃﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡ.
ﺍﻟﺸﺘﺎء
ﺧُﺼﺺ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺘﺎء ﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲَّ حلوًا ومرًا ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻷﻧﻲ ﻗﺮﺃﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ. ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ، ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﻴﻒ ﻗﻄﺎﻥ، ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻲ ﻭﺳﺒﺐ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﻱ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2023 ﻭﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻘﺪﺳﻴﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ، ﺑﻞ ﻁﻐﺖ على المدينة ﺃﺟﻮﺍء ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﻏﺰﺓ.
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ 2023 ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺪﻳﺮﺓ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ، ﻋﻼ ﻣﺼﻠﺢ: «ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻧﺸﻌﺮ ﻛﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ. ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻔﻞ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ، ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻣﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻧﺸﻌﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻌﻨﺎ. ﻛﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺋﺐ. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ».
ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ «ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻣﻊ ﺗﻴﺘﺎ ﺟﻮﻟﻴﺎ» ﺣﺐ ﺟﺪﺓ ﺍﻟﻄﺎﻫﻲ ﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ. ﻭﺻﻔﺔ ﻛﻌﻜﺔ ﺗﻴﺘﺎ ﺟﻮﻟﻴﺎ ﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻻ ﺗﻌﺪ تقديرًا ﻓﺤﺴﺐ ﻟﻠﺠﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺸﻐﻒ ﻗﻄﺎﻥ ﺑﺎﻟﻄﻬﻲ ﻭﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺮﺳﺘﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺮﺓ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻟﺸﻬﺮ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2023 ﻛﺘﺐ ﻗﻄﺎﻥ: «ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ [ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ]، ﻳﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ «ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ: ﺍﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ» ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻭﺻﻔﺎﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﺒﻴﺖ ﻟﺤﻢ». ﻭﺃﻋﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ «ﻳﻮﺍﻅﺐ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺟﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﺿﻴﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﻣﻄﺒﺨﻨﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻞ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻭﻗﺼﻴﺪﺓ ﻭﻁﺒﻖ ﻭﻓﻴﻠﻢ ﻳﺒﺪﻋﻮﻧﻪ».
ﻭﺻﻒ ﻗﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ (ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ) ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ «ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ»، ﻭﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﻴﻢ. ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﺒﱠﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ، ﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻓﻌﻞ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺭﻓﺾ ﻟﻠﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﺘﺎﺏ ﻁﺒﺦ ﺛﻘﺎﻓﻲ.
ﺇﻧﻪ ﻋﺮﺽ ﻟﻠﺼﻤﻮﺩ، ﻭﻓﻌﻞ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ. ﺗُﻈﻬﺮ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺭﺛﺔ ﺑﺮﺍﻋﺔ طاهٍ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭﺗﺸﻴﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. ﺇﻥ ﺳﺮﺩﻩ ﻟﻠﻘﺼﺺ ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ ﻟﺘﺮﺍﺛﻪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. «ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ: ﺍﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ» ﻳﺸﻜﻞ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻗﻴّﻤﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻬﺎﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء، ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ.