رحلات مفاجئة: استعادة المغرب

9 يناير، 2023

تعود جنين، التي كانت تعيش سابقًا في الدار البيضاء منذ فترة طويلة، وتراقب التغيرات التي حدثت للمدينة، وتسافر إلى مراكش لأسباب متعددة.

 

جنين عبوشي

 

المخروط المقلوب الكبير الذي يضيق عند قمته، الذي اعتاد أن يستقبل الوافدين إلى مطار الدار البيضاء، لم يعد بإمكاني العثور عليه في رحلتي الأخيرة في نوفمبر، لكنه لا يزال موجودًا بالتأكيد في الذاكرة البصرية للكثيرين. تحت هذه النقطة الحادة كان هناك حاجز دائري شفاف تعلوه خصلات عشبية، على الأرجح لحماية المسافرين من السقوط العرضي في طريقهم إلى شباك الجوازات. ومع ذلك، ظل الجسم الذهبي هائلًا (هذا هو الهدف، عمدًا، كما اعتدنا أن نقول) وفي كل مرة أعود فيها إلى منزلي في الدار البيضاء، كنت أثبت عيني عليه أثناء مروري. كنت قد انتقلت لأول مرة إلى المغرب بعد أسبوع واحد من وفاة الملك الحسن الثاني في العام 1999، وظلت هذه المنحوتة في المطار في عهد ابنه محمد السادس. ثم يبدو أنها نُقلت في وقت ما بعد مغادرتي في العام 2009.

بمجرد أن استقررت في منزل صديقتي في حي الواحة توجهت إلى وسط المدينة. على الرغم من كل الأحياء الجديدة والفاخرة والمراكز التجارية، فإن وسط المدينة لا يزال قائمًا كما أتذكره. مع وجود فقراء يكافحون وسط مبانٍ رائعة ومهملة إلى حد كبير على طراز فن الآرت ديكو الإسلامي، تعد الدار البيضاء "مكانًا وحيدًا" بالمعنى الغني الذي استخدمه بيكو آير لوصف هافانا وبوتان وكوريا الشمالية. تشمل الإضافات الجديدة الترام اللامع على طول الشوارع الرئيسية، محمد الخامس والحسن الثاني وعبد المؤمن، بالإضافة إلى تيفيناغ، الخط الهندسي الذي كُتبت به الأمازيغية (التي كانت تُسمى سابقًا اللغة البربرية)، منقوشة بالذهب على المباني الحكومية، ثمرة نضال منظم لجعل الأمازيغية مساوية للغة العربية كلغة رسمية، وتم التصويت لإضافتها إلى الدستور في العام 2011.

مشيت من وسط المدينة إلى منزلي القديم في حي شارع غاندي. تم هدم العديد من الفيلات الصغيرة التي بُنيت في فترة الانتداب الفرنسي، وكذلك المباني الجديدة، واستبدالها بمبانٍ وومشآت خاصة بالشركات مكونة من ثلاثة طوابق. منذ سنوات زرعت العديد من نباتات الجهنمية بألوان مختلفة على طول سور الحديقة: الأبيض والأصفر الخردلي والوردي، كلها تزهر الآن وترتفع فوق الشارع، علامة تحكي حكاية ما، هذه المعجزة المجنونة في المنازل المهجورة، تمامًا كما هو الحال في لبنان، تنتمي لأشخاص مطاردون من قبل الحرب والحرمان من الميراث ومصائب أخرى.

أجلت دخول الحديقة إلى اليوم التالي، عندما رافقتني صديقتي ياقوت. من خلال بصيرتها ولطفها، كانت عيني أثناء هذه الزيارة، حيث تجنبتُ معظم التفاصيل المحيطة بي. كنت أتجول في منزلي الصغير السابق وحديقتي، التي كانت ذات يوم حلوة وأنيقة، شعرت بالحزن بسبب حالتها السيئة نتيجة الهجران. نتيجة للرطوبة سقط الجص من السقف تاكرًا بقعًا كبيرة، وغطى الشخص الذي يعتني بالمنزل التدلاكةَ (جص طبيعي تقليدي من مراكش مصنوع من الجير والصابون الطبيعي وبياض البيض) حول الموقد بورق لاصق ذي زخارف باللونين البيج والرمادي. أف! كانت هذه الدرجة الغريبة من اللون الأخضر الفاتح الذي اخترته لبئر الدرج منذرة، فكرت وأنا بلا حيلة، لكنني لم أستطع الانتباه لتلك العلامة في ذلك الوقت. لاحظت ياقوت: "انظري، لا بد أن هذه إحدى ألعاب ميلو"، مشيرة إلى دميتين حيوانيتين بالقرب من الباب الخلفي. تذكرت أنهما جزآن من أحجية ابني، وضعت كلًا من الزرافة والنسر في حقيبتي - يسحرني أن هاتين القطعتين في حالة ممتازة - ونظرت حولي لفترة وجيزة بحثًا عن الحجارة في الحديقة التي لونها الأطفال الذين عاشوا هنا قبلنا.

أخذتني ياقوت في وقت لاحق أثناء تمشيتها المعتادة على الشاطئ، شعرت بالارتياح لمعرفة أن الشاطئ لا يزال يوفر مساحة عامة واسعة ومفتوحة، مع أطفال يلعبون كرة القدم بصخب، وأمواج المحيط الأطلسي، وجزيرة سيدي عبد الرحمن في مجال الرؤية. غمرتنا أمطار غزيرة دافئة في طريق عودتنا إلى السيارة. زرنا اثنين من الأماكن المفضلة لدينا، وتناولنا حساء الحريرة الشهي على أسوار مطعم لا سكالا. بعد ذلك، كانت هناك مهمات مملة لنقوم بها في الحي: التوقف عند عربة شارع ملحقة بدراجة نارية تبيع القليل من أفضل الأسماك في الدار البيضاء، يضعها البائع في أكياس بلاستيكية وردية اللون ليحملها المرء إلى المنزل. زيارة الفضة غير المحتملة لمتجر صانع المفاتيح الكائن بين مبنيين؛ والذهاب إلى بائع الفاكهة والخضروات الذي سلم ياقوت فاكهة الكاكا التي نسيتها عندما زارته آخر مرة. اشترينا بعض الجزر التي كانت لا تزال بحاجة إليه لإكمال الطاجين الذي أرادت أن تصنعه على الفحم. كل الأشياء قابلة للتفاوض بشكل أنيق: مكان صف السيارة، ومكان الشراء، والحارس، وسرير جديد من سوق ولد مينة، ثم الحشية والملابس في سوق الحساني للمستعملين.

 

ترقبت لوحة Big Match Big Mac الإعلانية في الدار البيضاء كأس العالم 2022 (الصورة من جنين عبوشي).

 

أثناء المشي في الأحياء لفتت نظري نفس الأشياء التي أثارت اهتمامي في السنوات التي عشت فيها هنا: الطرق الإبداعية التي يعلق بها الأشخاص الذين لديهم مساحة صغيرة ملابسهم المغسولة. مفاجأة الجهنمية الخصبة في المغرب، والإعلانات الذكية والمسلية بالدارجة، العامية العربية المغربية (مثل لوحات ماكدونالدز الإعلانية لكأس العالم التي تروج للبيج ماك وجملة "المباراة الكبيرة، ديال صح"). هناك جداريات جديدة في الشوارع يبدو أنها ترسخ الرابطة بين المغرب بأفريقيا. المغرب لديه ثقافة صلبة، لاحظت من جديد في هذه الرحلة، حيث يطور الناس العامية المبتكرة، ويرتدون القفطان والجلباب التقليدي، أو يبتكرون ملابسهم، ولا يزالون يذهبون إلى الحمامات العامة، ويأكلون المأكولات المغربية في الغالب. وكما هو الحال في الهند وباكستان، فإن الجذور عميقة، ومن الصعب ألا نلاحظ مدى حب الناس من جميع الأجيال لمطبخهم وملابسهم وعاداتهم ولغاتهم الإقليمية، حتى عندما يحبون أن ياخذوا شيئًا من ثقافة ما، ويجيدون إيجاد طرق لجعل الأشياء الجديدة تعمل لصالحهم. لم يسبق لي أن قابلت أشخاصًا موهوبين في اللغات مثل المغاربيين. إنه لأمر مدهش. لن تكون لغتان رسميتان (الأمازيغية والعربية)، بالإضافة إلى اللغات الأوروبية المفيدة (الفرنسية والإسبانية والإنجليزية)، وكلها تدرس في المدارس، تحديًا. [أصبحت الأمازيغية المغربية القياسية (التي تجمع بين عناصر من لهجة تشلحيت ولهجتين أمازيغيتين أخريين) لغة رسمية. المحرر]

من دون أن أدرك ذلك، كنت متخوفة قبل وصولي إلى الدار البيضاء، وربما طوال الوقت الذي كنت بقيته هناك. لسبب واحد، لم أكن أعرف ما يمكن توقعه بعد صفقة الملك مع ترامب ونتنياهو، وهي جزء من اتفاقيات إبراهيم للعام 2020، حيث "طبَّع" المغرب علنًا العلاقات مع إسرائيل مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. كنت قد سمعت أن الشرطة قد منعت الأعلام والكوفية الفلسطينية، وأن الطريق من المطار مغطى بلوحات إعلانية تحتفل بالاتفاقات مع إسرائيل، وأنه قد تم تشجيع السفر بواسطة الرحلات الجوية المباشرة الجديدة للخطوط الملكية المغربية بين الدار البيضاء وتل أبيب. وسمعت أيضًا أن أعدادًا كبيرة من الإسرائيليين تتنقل بشكل مباشر وسهل في جميع أنحاء المغرب. وصلت ليلًا، لم أرَ أي دعاية على أي لوحة إعلانية، وبخلاف ذلك لم أصادف علامات ملموسة على الوجود الإسرائيلي.

 

لكن المعارف الجدد، وخاصة الأثرياء منهم، بدوا غير مرتاحين عندما قلت إنني فلسطينية. أدلى عدد قليل منهم بتصريحات اعتذارية عفوية حول التزام الملك بالضغط على إسرائيل لقبول "حل الدولتين"، أو قالوا: "كما تعلمين، الصحراء الغربية مهمة بالنسبة إلينا". ولعل الحملة الأكثر ذكاء التي قام بها الملك الراحل الحسن الثاني، في أعقاب الانقلاب الفاشل في الصخيرات، كانت المسيرة الخضراء في العام 1975، التي اشترك فيها حوالي 350000 متطوع. كانت الفكرة هي تحفيز وتوحيد المغرب، ورفع مطالبه الإقليمية إلى وضع شبه مقدس. ونتيجة لذلك، فإن حقوق المغرب في هذه المنطقة - التي لم يزرها معظم المغاربة ولم يروها - مقبولة اليوم بلا شك في المغرب.

الأكثر غرابة هو الجدار الرملي الحجري الذي أقامه المغرب لتقسيم الأراضي التي يسيطر عليها المغرب والشعب الصحراوي، الذي طالب منذ فترة طويلة بإجراء استفتاء والذي تدعم الجزائر حركته الانفصالية. يحيط بالجدار أطول حقل ألغام دائم في العالم. يلتزم الاتحاد الأوروبي الصمت حيال ذلك، ويمول المغرب بمبلغ 208 ملايين يورو على مدى أربع سنوات لدعم مصايد الأسماك، التي يستخدمها المغرب في الغالب على ساحل الصحراء الغربية الأطلسي المتنازع عليه. يحب الإسرائيليون أن يشيروا في دعايتهم الحكومية إلى أنهم ليسوا الوحيدين الذين يقيمون أسوارًا عسكرية عالية، وأن المغرب بنى جدارًا أطول بكثير (طوله 2777 كيلومترًا، في حين أن طول جدار إسرائيل 700 كيلومتر). وبطبيعة الحال، فإن هذه الدعاية الإسرائيلية تطمس الفرق في حجم وكثافة السكان الذين تطوقهم هذه الجدران (هناك حوالي نصف مليون صحراوي وخمسة ملايين فلسطيني خلف الجدران المذكورة).  ومع ذلك، يجادل الخطاب الإسرائيلي بأن إسرائيل متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب جدار "الفصل" الإسرائيلي، في حين أن الجدار المغربي لا يلاحظه الإعلام العالمي، ولا يزال مجهولًا في الغالب. بالطبع ، هذه الجدران تسبب بلا شك معاناة إنسانية. [انظر عدد جدران الخاص بمجلة المركز. المحرر]

لكن معظم التصريحات الاعتذارية الصادرة من المغاربة الأثرياء تخفف من الواقع الجديد للاتفاق المغربي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن اليهود المغاربة المغتربين، الذين هاجر الكثير منهم إلى إسرائيل، لهم الحق العودة إلى بلادهم (وهو ما يبدو معقولًا)، وأن "الجميع" في المغرب قبلوا الزوار الإسرائيليين على الفور، لا سيما كمصدر للمكسب في اقتصاد يعتمد على السياحة. إن قبول زيارات اليهود الإسرائيليين من أصل مغربي شيء، لكن فكرة وجود قبول شعبي للتطبيع مع إسرائيل شيء آخر. كانت هناك احتجاجات على التطبيع في جميع أنحاء البلاد، ولكن لا يوجد ما يعادل، في العالم كله، المسيرة الحماسية المؤيدة للفلسطينيين التي قام بها فريق كرة القدم المغربي خلال كأس العالم 2022. وبصرف النظر عن الدعم المنطلق من العديد من القارات، بعد نجاحهم المعجز في فرض قيمهم وممارساتهم بلطف (منح أفراد عائلاتهم مركز الصدارة، والصلاة في الملعب)، قام فريق كرة القدم المغربي، مرارًا وتكرارًا، بإعلان التأييد للقضية الفلسطينية على شاشات العالم كله. ولم يكن هناك شيء يمكن لأي شخص فعله حيال ذلك.

 

 

نشيد الفريق المهدى إلى فلسطين (كتبوا كلماته بأنفسهم) - واحدة من أجمل الأغاني عن فلسطين على الإطلاق - تم غناؤه بشكل مستمر، حتى قبل كأس العالم، من قبل أعداد هائلة من المشجعين المغاربة. إن حجم وإصرار الدعم للقضية الفلسطينية من قبل الفريق والمشجعين على حد سواء أمر لافت للنظر وتاريخي. ويبدو أنه يتناقض مع الادعاءات بقبول واسع النطاق للتطبيع مع إسرائيل، على أقل تقدير ("لن نغفر [ما فعلته إسرائيل] بغزة"، كما تقول كلمات الأغنية). الملعب هو الساحة الأخيرة والمستدامة للاحتجاج المدني وللتعبير بحرية، كما أنه يحتوي على تمرد إلى حد ما. تكمن قوة الفريق المغربي في حجم مسرحه وجمهوره. لا توجد ساحة أكبر يتم فيها التعبير عن المشاعر والتضامن المؤيد للفلسطينيين. من الصعب المبالغة في هذه الحقيقة، خاصة في الوقت الذي تصنع فيه الأنظمة العربية الواحد تلو الآخر "السلام" مع نتنياهو، الذي يقود الآن الحكومة الأكثر يمينية وعنصرية علنًا في تاريخ إسرائيل.

هل من قبيل المصادفة أن إبداعات المصمم الهولندي المغربي عزيز بكاوي في اليوم العالمي للكوفية تصدرت عروض الأزياء أيضًا في ديسمبر؟ بلا منازع، يواصل الشعب المغربي، ممثلًا برياضييه وفنانيه، الدفاع عن القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

 


 

المغرب أرض تحتضن العديد من العوالم. بقدر ما يسافر أي شخص ويعيش هناك، ويتحدث الدارجة أو الأمازيغية، أو كليهما، بطلاقة، حتى إنه قد يُعد مغربيًا بعد سنوات، فإن البلد يظل غنيًا ومفاجئًا إلى ما لا نهاية. أختبر هذه المتعة على أصغر المقاييس. سافرت بالقطار إلى مراكش، وقضيت ليلة في واحدة من الرياض العديدة الموجودة في المدينة، وشعرت بالفزع عندما رأيت كيف تضاءل الفضاء العام لجامع الفنا. يوجد الآن مبنى في الساحة يضم أكشاك لتقديم طعام، بينما كانت الأكشاك قبل ذلك في الهواء الطلق. وتضاءلت حلقات الأداء إلى حد كبير. يتلقى الفنانون القليل من الدعم المالي من الحكومة، لذلك لا يتم تشجيع الأجيال الجديدة على تعلم هذه الفنون والممارسات القديمة. هذا النقص في الدعم عطل الانتقال الثقافي. وليس من الواضح كيف يمكن قانونًا تقليص مساحة جامع الفنا التي تحميها اليونسكو. عندما سألت عن هذا، أكد لي الناس أن المبنى كان دائمًا موجودًا، وأن الساحة المفتوحة كانت دائمًا بهذه المساحة الحالية. لكنني أعرف جيدًا ما كان عليه الحال عند إعطاء هذه الادعاءات أي مصداقية. في المنطقة كلها، تُعد المساحات المدنية مشبوهة إلى حد كبير، وبالتالي فهي معرضة للتهديد. فكرت في مقاطع الكاتب الإسباني الراحل والمقيم في مراكش خوان غويتيسولو في مكبارة التي تصف الممارسات الحرة والمتمردة التي تجري في جامع الفنا. يبدو هذا الفضاء المدني الفني الكرنفالي، الذي لا مثيل له في العالم، قد تم إخماده اليوم إلى حد كبير، حتى لو ظل حيًا ثريًا في ذهني من خلال الحياة التي عشتها هنا، ومن خلال كتابات غويتيسولو الرائعة.

في وقت مبكر من صباح اليوم التالي في مراكش، سألت أين يمكنني تناول وجبة إفطار من المسمَّن، أرسلت إلى ساحة الملاح القديم أو الحي اليهودي. المكان المؤقت المتخصص في تقديم الإفطار الذي وجدته هناك، والمعروف جيدًا للكثيرين في مراكش، هذا المقهى الضد لمقهى أركانة (المقهى الشهير في جامع الفنا الذي تم تفجيره في 2011 ثم أعيد افتتاحه لاحقًا، باهظ الثمن ويتردد عليه السياح بشكل رئيسي) ، هو نقطة مثالية لتأمل حي الملَّاح. كان المكان فارغًا تقريبًا في ذلك الصباح البارد والمنعش، مع عدد قليل من الخيول والعربات أو الأشخاص الذين يعبرون إلى الجانب الآخر. قدم لي شاب مقعدًا بلطف وصمت، وسرعان ما وضع أمامي كوب قهوة باللبن يتصاعد منه البخار، وطبقا من المسمن. شاهدت أشخاصًا يتوقفون على دراجات نارية متهالكة لطلب طبق من الأرز الكريمي لتناول الإفطار (مقابل حوالي 20 سنتًا). أب وابنته، يتجهان مباشرة إلى طاولة على دراجة نارية أخرى مرقعة بشكل غير محتمل، استمتعا بهدوء بطبق من المسمن، ربما قبل أن يوصلها إلى المدرسة. هذه ملذات بسيطة يتم تقاسمها باحترام بسعر ضئيل، لا يمكن أن يفهمها معظم الذين يصلون إلى المغرب بالطائرة. كانت تلك أجمل لحظة في زيارتي لحياتي السابقة ومنزلي.

 

تعليقان

  1. قدمت جنين لمحة فنية ودافئة عن العالم "المغاربي" لم يشهدها معظمنا من العالم العربي الشرقي. والأهم من ذلك، سلطت جنين الضوء على الانقسام بين التطبيع الرسمي مع "إسرائيل" والتطبيع على الجبهة الشعبية. المقال ، كما هو متوقع ، كان مكتوبا ببلاغة وكان من دواعي سروري قراءته.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *