تقدم الشاعرة العراقية الأمريكية دنيا ميخائيل قصيدتين من ديوانها "في علامتها الأنثوية": "الغريبة في علامتها الأنثوية" و"قصيدتي لن تنقذك".
دنيا ميخائيل
الغريبة في علامتها الأنثوية
كل شيء له جنس
في اللغة العربية:
التاريخ ذكر.
الخيال أنثى.
الحلم ذكر.
الرغبة أنثى.
تُتبع الكلمات المؤنثة
بدائرة ذات نقطتين فوقها.
يسمون هذا الرمز "التاء المربوطة"،
معقودة بالأمنيات
التي تتحقق فقط عند نسيانها
أو استبدالها برغبات الآخرين.
في بلدة الأمنيات المقيدة
يشعر الناس بترقب كبير
لأن غريبة ستصل
اليوم في علامتها الأنثوية.
يقول أحدهم إنه رآها
نقطتان متلألئتان،
تفندان رؤية آخر
عن عيون قط يصطاد في الظلام.
مخيف جدًا، كما يقول، كيف يختبئ القمر
في دائرتها الحمراء.
الجميع مشغول اليوم
يضعون الرغبات على قِطَع الورق
سوف يعطونها للريح.
عندما تجدها الغريبة
في طريقها، سوف تجمعها
وتزين دائرتها بها،
تتخلص من بعض الأمنيات القديمة
لإفساح المجال للجديدة.
يقولون تلك التي سقطت
سوف تتحقق.
تأخُّر الغريبة
يُقلق أولئك الذين ينتظرون.
شخص ما يقول إنها تبحث
عن كلمة لتكمل
جملة خاصة،
الهدية التي ستحضرها إلى المدينة.
يتساءل آخر عما إذا كانت تبحث عن
فعل أو اسم،
ويعرض أن يجده.
ثالث يحذر من أن الغريبة
قد تحوله، بلمسة واحدة،
إلى زهرة تزهر
للحظة واحدة فحسب
قبل أن تذبل وتموت،
دائرتها تنبض بالأغاني
التي تسبب الحزن والغبطة
وشيء غامض جدًا
لا أحد يعرف اسمًا له.
أستكمل فعلًا
أم جملةً اسمية، أم تصبح منفردة،
كلمة كاملة بنفسها؟
يتساءلون.
عندما يسمعون أخيرًا خطوات
يعرفون أن الغريبة يجب أن تكون قريبة
تأكد من أن البوابة مفتوحة
يذكِّرون بعضهم بعضًا
يسمعون قعقعة-
سوار؟ سلسلة؟
قصيدتي لن تنقذك
أتذكر الطفل الصغير المستلقي على وجهه
على الرمال، والأمواج تنحسر بلطف
من على جسده كما لو كان حلمًا منسيًّا؟
قصيدتي لن تقلبه على ظهره
ولن تقيمه
على قدميه
حتى يتمكن من الركض
إلى حضن مألوف
كما كان من قبل.
أنا آسفة
قصيدتي لن
تمنع القذائف
الساقطة
على بلدة نائمة،
لن تمنع المباني
من الانهيار
فوق قاطنيها،
لن تلتقط الزهرة المكسورة الساق
من تحت الشظايا،
لن تحيي الموتى.
قصيدتي لن تنزع فتيل
القنبلة
في الساحة العامة.
سوف تنفجر قريبًا
حيث تصر الفتاة
أن يشتري والدها علكة لها.
قصيدتي لن تستعجلهم
لمغادرة المكان
وركوب السيارة
التي سوف تفوت الانفجار.
العديد من الأخطاء في الحياة
لن تصححها قصيدتي.
لن تتم الإجابة عن الأسئلة.
أنا آسفة
قصيدتي لن تنقذك.
قصيدتي لا يمكن أن تعيد
كل ما خسرت،
أو حتى بعضًا منه،
وأولئك الذين ذهبوا بعيدًا
قصيدتي لن تعرف كيف تعيدهم
إلى عشاقهم.
أنا آسفة.
لا أعرف لماذا الطيور
تغني
أثناء عبورها
فوق أنقاضنا.
أغانيها لن تنقذنا،
على الرغم من أنه في أكثر الأوقات برودة،
تبقينا دافئين،
وعندما نحتاج إلى لمس الروح
لنعرف أنها لم تمت،
أغانيها
تعطينا تلك اللمسة.