مقتطف من كتاب أحمد عبد المجيد: بوب فيكشن

أكرم زعتري، «أبو جلال دماسي وصديقان له يمثلون عملية سطو مسلح»

أحمد عبد المجيد   By • 15 DECEMBER 2025

من منا لم يقرأ الألغاز عندما كان صغيرًا؟ في كتابه «بوب فيكشن»، يتحدث أحمد عبد المجيد عن تاريخ كتب الجيب في مصر، وعن تأثيرها عليه وعلى شغفه بالقراءة بعد ذلك.

لغز الكاتب الذي بدأ كل شيء

كتاب «بوب فيكشن» من إصدارات الرواق.

في تلك الفترة لم أكن أهتم باسم المؤلف قدر اهتمامي باسم الكتاب، لذلك لم أنتبه لاسم محمود سالم الذي يكتبونه في الغلاف الداخلي للعدد، وليس على الغلاف الخارجي. ولا أظن أنني انشغلت وقتها بوجود مؤلف من الأساس، ربما ظننت أن تلك الكتب تكتب نفسها بنفسها!
عندما أفكر الآن في الأمر أجد أن القائمين على دار الهلال – في حالة الشياطين ال 13 – والقائمين على دار المعارف – في حالة المغامرين الخمسة – لم يهتموا بتعريفنا بالمؤلف، بعكس ما حدث مع تجربة «روايات مصرية للجيب»، والتي سأتعرف عليها بعد سنتين من تعرفي على كتب محمود سالم، فالمؤلف حاضر من خلال اسمه وصورته على الغلاف الخلفي، يمكنك أن تمسك أي عدد من أعداد رجل المستحيل أو ملف المستقبل لتجد صورة صغيرة لنبيل فاروق على الغلاف الخلفي، بل إنه سيتحدث إليك مباشرةً من خلال بريد القراء في بعض السلاسل، ككوكتيل 2000 وبانوراما، وسيكلمك عن نفسه ورؤيته والظروف التي يمر بها، ستراه يرد على أسئلة القراء – التي هي نفسها أسئلتك – وربما يكشف لك بعض الأحداث المستقبلية في السلاسل التي تتابعها.
أما محمود سالم فكان بالنسبة إلى قرائه شخصًا خفيًّا، أنا حتى الآن لا أعرف عنه سوى بعض المعلومات التي جمعتُها من حواراته الصحفية والمرئية. وفي الحقيقة لم أهتم بالبحث عنه سوى وأنا في بداية العشرينيات، وكنت قد توقفت عن القراءة له.
عرفتُ مثلًا أن والده كان يعمل في مصلحة السواحل ومصايد الأسماك المصرية، لذلك فقد قضى طفولته متنقلًا بين المدن الساحلية، وكان يهوى الصيد، ويهرب من المدرسة ليجلس على الشاطئ يصطاد السمك. التغيير الكبير في حياته جاء عندما أُصيب والده بشظية في عينه أقعدته فترةً في الفراش، وكان على محمود سالم أن يقرأ له الجرائد والكتب، وهكذا تكونت عنده عادة القراءة التي ستلازمه إلى آخر عمره. كان يقرأ ساعاتٍ طويلة، ويقول في أحد حواراته إنه لا يغار من أحد إلا ممن لديه مكتبة أكبر من مكتبته.
التحق فترةً بالكلية الحربية، لكن ميوله السياسية حالت دون أن يستكمل دراسته فيها، فدرس الحقوق ثم الآداب، لكنه لم يكمل دراسته في أيٍّ منهما، واختار أن يعمل موظفًا في وزارة الشؤون الاجتماعية بعد وساطة أحد المعارف. التحق بعد ذلك بالصحافة، وعمل مراسلًا حربيًّا لجريدة الجمهورية في أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وحقق نجاحًا لا بأس به في ذلك، وبعد عودته من الحرب أصبح رئيسًا لقسم الحوادث في الجريدة، ثم انتقل إلى دار الهلال وعمل في مجلة المُصوِّر.
ذات يوم جاءه موضوع يتكلم عن ديزني لاند ليحرره، كتبته ناديا نشأت، حفيدة جورجي زيدان مؤسِّس دار الهلال. بدا له الموضوع مكتوبًا بطريقة جافة تخلو من الخيال اللازم للتعامل مع مدينة ساحرة كديزني لاند، فأعاد صياغة الموضوع وحوَّله إلى قصة فتاة صغيرة تزور مع أسرتها ديزني لاند، وتتوه من والديها، وفي أثناء بحثها عنهما تتنقل من مكان إلى آخر داخل المدينة وتصف ما تراه. في اليوم التالي جاءه استدعاء من ناديا نشأت. في البداية ظن أنها ستُعنِّفه أو تستغني عن خدماته بعد التغيير الذي قام به على موضوعها، لكنه فوجئ بها تشيد به. والحقيقة أن ناديا نشأت صاحبة أيادٍ بيضاء على الأطفال المصريين والعرب في تلك الفترة وما بعدها، فهي التي أنشأت مجلة سمير عام 1956، ثم ميكي عام 1959، ورأست تحريرهما، وهي التي أطلقت على شخصيات ديزني أسماءها المشهورة التي عُرفت بها حتى الآن، كبطوط وفرفور وبندق وزيزي وعم دهب، وعندما قرأت ما كتبه محمود سالم لمست موهبته في الكتابة للأطفال، فنقلته من مجلة المُصوِّر إلى مجلة سمير.
اقترحت عليه ذات يوم أن يكتب في المجلة لغزًا من صفحتين يُرسل الأطفال حله إلى عنوان المجلة. راقت الفكرة للقراء، لدرجة أن توزيع المجلة تضاعف، وكان هذا النجاح مجرد «بروفة» على ما سيحدث بعد ذلك بعدة سنوات.
العلاقة بين ناديا نشأت ومحمود سالم ستؤثر على أجيال لاحقة، لأنها توسَّمت فيه القدرة على القيام بدور خاص لم يقم به أحد من قبله: كتابة أعمال عربية مُوجَّهة إلى الناشئة. قبل محمود سالم كان الشباب يقرؤون روايات الجيب المترجمة: أجاثا كريستي وأرسين لوبين وشِرلوك هولمز وبيري ميسون وعشرات السلاسل الأجنبية الأخرى، لكن بعد مجيء هذا الرجل تغير كل هذا! وما حدث أن دار الهلال أممِّت في بداية الستينيات، فتركتها ناديا نشأت وسافرت إلى لبنان، وهناك ساهمت في تعريف القارئ العربي على الكوميكس الأمريكي، فبعدما عرَّفتنا في مصر على شخصيات ديزني بدءًا من الخمسينيات، ساهمت في الستينيات من خلال دار المطبوعات المُصوَّرة في إطلاق مجلات سوبر مان والرجل الوطواط وطرزان ولولو الصغيرة وغيرها، وكلها مجلات كنت أتابعها في ذلك الوقت، قبل انتقالي إلى قراءة كتيبات الجيب، دون أن أدري أن ناديا نشأت هي الجندي المجهول خلف كل ما أقرؤه، سواء مجلات ميكي وسمير وسوبر مان والوطواط والبرق، أو كتيبات المغامرين الخمسة والشياطين ال 13 فيما بعد.
عادت ناديا نشأت إلى مصر عام 1968 لتعمل هذه المرة في دار المعارف، وتبدأ في إصدار الكوميكس الأوروبي المُعرَّب من خلالها، فأصدرت ألبومات تان تان ولاكي لوك وأستريكس وغيرها، ثم اقترحت على محمود سالم – بعد أن ذكَّرته بالألغاز القصيرة التي كان يكتبها لمجلة سمير – أن يُعرِِّب سلسلة مغامرات شهيرة تُدعى The Five Find-Outers and Dog، أو المستكشفون الخمسة والكلب باستر، للكاتبة الإنجليزية إنيد بلايتون، التي كتبت منها خمسة عشر كتابًا؛ أبطالها خمسة أطفال يحققون في الجرائم الغامضة ويكشفون ملابساتها، يتزعمهم فتى ممتلئ أطلقوا عليه اسم ،Fatty أي «الملظلظ» أو «المتختخ»، وهذا الفتى لديه كلب بوليسي اسمه باستر يشاركهم في حل الجرائم.
عرضت على محمود سالم ملخصًا للكتاب الأول من تلك السلسلة، وهو الكتاب الذي عرفناه لاحقًا باسم «لغز الكوخ المحترق»، أولى مغامرات المغامرين الخمسة!

أكرم زعتري، «أبو جلال دماسي وصديقان له يمثلون عملية سطو مسلح»، 2007 (بإذن من هاشم المدني).

في السلسلة الأجنبية، قائد المجموعة السمين اسمه فردريك ألجرنون تروتفيل، أصدقاؤه أخذوا حروف اسمه الأولى، ومنها أطلقوا عليه لقب Fatty، الذي يصفه في الوقت نفسه. بقية المستكشفين هم «لاري» واسمه الحقيقي «لورانس»، وأخته «دايزي» واسمها الحقيقي «مارجريت»، و «بيب» واسمه الحقيقي «فيليب»، وأخته «بتس» واسمها الحقيقي «إليزابيث».
ما فعله محمود سالم أنه قام بتمصير القصة، بمعنى أنه نقل الأحداث إلى مصر؛ الفتيان الإنجليز الخمسة صاروا خمسة أطفال مصريين، يعيشون في المعادي: «محب» واسمه الحقيقي «محبوب»، أخته «نوسة» واسمها الحقيقي «سنية»، «عاطف» واسمه الحقيقي «عبد اللطيف»، وأخته «لوزة» واسمها الحقيقي «زكية»، وأخيرًا صديقهم الممتلئ «توفيق»، الذي عرفوا أن اسمه بالكامل هو: توفيق خليل توفيق الخربوطلي، فأخذوا الحروف الأولى من اسمه الرباعي، لتتكون لديهم كلمة «تختخ»، والتي كانت مناسبة لوصفه كذلك!
أنت عندما تقرأ «لغز الكوخ المحترق» لا يمكنك أن تشعر أبدًا بأنه عمل مترجم؛ الأحداث مصرية تمامًا، الشخصيات والأماكن وطريقة الحديث والتفكير، كل هذا مصري. ولما كان الأمر هكذا، وبعد تعريب عدة قصص، فكر محمود سالم في أنه ليس بحاجة إلى تعريب المزيد من قصص السلسلة الأجنبية، وبدأ في تأليف أعداد السلسلة بعيدًا عن الأصل الأجنبي.
الأعداد الأولى نجحت نجاحًا لم يتخيله أحد، القارئ العربي كان بحاجة إلى مثل هذا العمل الذي ينتمي إليه وإلى بيئته. يقول محمود سالم في أحد حواراته إنهم طبعوا من اللغز الأول خمسة آلاف نسخة، نفدت بعد أسبوع، فطبعوا خمسة آلاف أخرى. وقبل صدور اللغز العاشر كان القائمون على دار المعارف قد أدركوا حجم الطلب الخارق على هذه الكتيبات، فطبعوا مائة ألف نسخة مرة واحدة.
كان محمود سالم يحصل على خمسين جنيهًا نظير كل لغز يكتبه – وهو مبلغ باهظ في فترة الستينيات – يدفع منها خمسة جنيهات للضرائب!
وبالإضافة لذلك فله نسبة 10% من سعر الكتيبات، و7% في حالة إعادة الطبع، ومع المبيعات الضخمة للألغاز – والتي قدّر البعض أنها باعت حتى الآن ما يقرب من 20 مليون نسخة، وأُعيد طبعها 17 مرة – كل هذا كفل لمحمود سالم عيشة رغيدة، سهّلت عليه التفرغ تمامًا لكتابة الألغاز في مراحل لاحقة.
ويمكننا أن نفهم الإقبال المذهل على الألغاز داخل مصر وخارجها، وكيف قرأها الصغار والكبار، من بعض المواقف التي يذكرها محمود سالم في حواراته، فقد حكى أن حاكمًا عربيًا عرض عليه مبلغًا كبيرًا من المال نظير أن يأتي على ذكر اسمه داخل لغز من الألغاز، فرفض! وذات مرة دعاه أمير عربي إلى أن يطلب أي مبلغ يريده مقابل أن يأتي ليلتقي بأبنائه، الذين يعشقون قراءة الألغاز، ويودون لقاء المغامرين الخمسة أنفسهم!
في أغلب لقاءات محمود سالم كان يشير إلى أن المغامرين الخمسة بدأ صدورها عام 1968، وصار هذا التاريخ هو المعتمد لدى محبي السلسلة، لكني عندما أحببت التأكد من الشهر الذي صدرت فيه المغامرة الأولى؛ عدت إلى أرشيف مجلتي ميكي وسمير في سنة 1968، لأن الأعمال الموجهة للأطفال والناشئة عادة ما يُعلن عنها فيهما، ولم أجد شيئًا. تصفحت أعداد المجلتين في السنة التالية، 1969، وهنا كانت المفاجأة! في عدد سمير رقم 695، بتاريخ 3 أغسطس 1969، وفي الصفحة 30؛ وجدت الإعلان عن أول لغز من ألغاز المغامرين الخمسة: لغز الكوخ المحترق!
الإعلان الذي شغل صفحة كاملة يقول: «كتاب جديد مع باعة الصحف والمجلات
هل سمعتم عن المغامرين الخمسة؟
إنهم أبطال مجموعة قصص بوليسية للأولاد
جمع بينهم حب المغامرة والمهارة في حل الألغاز البوليسية
اقرأ مغامرتهم الأولى
لغز الكوخ المحترق»
وعلى يمين الصفحة صور المغامرين الخمسة أسفل بعضها، وفي وسط الصفحة غلاف اللغز الأول.
وهكذا، فاللغز الأول من المغامرين الخمسة صدر في صيف 1969. في طفولتي كنت أسمع أمي وخالاتي يتكلمن عن كتيبات الجيب باعتبارها «ألغازًا»، كلمة «لغز» هي الوصف الذي يطلقه أطفال الستينيات والسبعينيات على روايات الجيب، يقول الصديق لصديقه: «هل لديك لغزٌ جديدٌ؟»، أو: «فلان لديه مجموعة كبيرة من الألغاز!»، السبب في ذلك هو طريقة التسمية التي انتهجها محمود سالم في سلسلة المغامرين الخمسة، كل قصة يجب أن تبدأ بكلمة «لغز» ثم اسم القصة: لغز الكوخ المحترق – لغز البيت الخفي – لغز ورقة الكوتشينة، إلخ. ومع النجاح الخارق للسلسلة، أصبح القراء يصفون كتيباتها بـ«اللغز»، وانسحبت التسمية لتشمل أي كتب في نفس القَطع الصغير، أي روايات الجيب عمومًا، قبل أن تختلف التسمية مع أطفال الثمانينيات وظهور سلاسل روايات مصرية للجيب، والتي أصبحت كتيباتها تُسمى «أعدادًا». ولأنني أنتمي إلى أطفال الثمانينيات، سيلاحظ القارئ أنني من آنٍٍ لآخر على صفحات هذا الكتاب قد أشير إلى كتيبات الجيب بوصفها «أعدادًا» لا «ألغازًا».
تأثرت إنيد بلايتون في سلسلتها، ومحمود سالم في اقتباسه عنها، في جزئية التسمية الثابتة؛ بآرثر كونان دويل الذي كان يسمي مغامرات شِرلوك هولمز تسميات ثابتة؛ غالبًا «مغامرة»، وأحيانًا «لغز»: مغامرة الجوهرة الزرقاء – مغامرة النبيل الأعزب – لغز وادي بوسكومب، إلخ.
وحاول كثيرون أن يسيروا على هذا النهج في وضع لازمة ثابتة في عناوين سلاسلهم، فظهرت فيما بعد سلاسل تبدأ بـ«قضية»، كما فعل نبيل فاروق في سلسلة «ع×2»: قضية الصراف – قضية قتيل الفندق – قضية العِقد المفقود، أو «سر»، كما فعلت رجاء عبد الله في سلسلة «مغامرات الجيل البوليسية»: سر الهرم الأسود – سر الذهب الأبيض – سر القصر المهجور، أو «مغامرة»، كما فعل مجدي صابر في سلسلة «فرقة الأذكياء»: مغامرة قصر البارون – مغامرة عازف الناي – مغامرة فتاة السيرك، أو «عملية»، كما هو الحال مع محمد سليمان عبد المالك في سلسلة «المكتب رقم 17»: عملية الشريحة الإلكترونية – عملية العالم الرابع – عملية الموت الأسود، أو «حالة» في سلسلة «حالات خاصة» لمحمد رضا عبد الله: حالة اشتباه – حالة بارانويا – حالة الفراشة السوداء.
لكن هذه التسميات على كثرتها لم تنجح في أن تطبع القارئ بها كما حدث مع كلمة «لغز» الخاصة بمحمود سالم. ربما الوحيد الذي استطاع إحداث تأثير مشابه من خلال عناوينه كان أحمد خالد توفيق في سلسلته «ما وراء الطبيعة»، التي صار مسمى «أسطورة» ثابتًا في كل أعدادها:
أسطورة النداهة – أسطورة الكاهن الأخير – أسطورة الفصيلة السادسة، وإن لم يصبح مسمى «أسطورة» علمًا على تلك الكتيبات، كما حدث مع مسمى «لغز».

أحمد عبد المجيد

أحمد عبد المجيد

أحمد عبد المجيد، روائي وقاص مصري، يعمل مديرًا للنشر في دار الرواق للنشر والتوزيع. له رواية «ترنيمة سلام»، التي صدرت طبعتها الأولى في شهر يوليو 2013 من إصدارات دار «ن» للنشر والتوزيع ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثامنة - فرع المؤلف الشاب. نشر أيضًا رواية «عشق» عام 2015. وفى يناير 2017 اصدر روايته الثالثه «التابع»، كما أصدر كتاب «بوب فيكشن» عن دار الرواق.

Join Our Community

TMR exists thanks to its readers and supporters. By sharing our stories and celebrating cultural pluralism, we aim to counter racism, xenophobia, and exclusion with knowledge, empathy, and artistic expression.

Learn more

مواضيع مشابهة

Uncategorized

مقتطف من كتاب أحمد عبد المجيد: بوب فيكشن

15 DECEMBER 2025 • By أحمد عبد المجيد
مقتطف من كتاب أحمد عبد المجيد: بوب فيكشن
Uncategorized

مقتطف من رواية مهاب عارف: يوم لا ينتهي

8 DECEMBER 2025 • By مهاب عارف
مقتطف من رواية مهاب عارف: يوم لا ينتهي
Books

مقتطف من رواية عاطف سنارة: البرانسة

1 DECEMBER 2025 • By عاطف سنارة
مقتطف من رواية عاطف سنارة: البرانسة

اكتب تعليقًا

لن ننشر الإيميل الخاص بك، الرجاء ملء إضافة جميع المعلومات المطلوبة

15 + nineteen =

Scroll to Top