حمد الخليفي: مصور الحياة البرية في قطر

 

تقرير المحررين

 

قطر هي واحدة من أكثر الدول حرارة في العالم، حيث تزيد درجات الحرارة في الصيف عن 50 درجة مئوية. إنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحتوي على مياه عذبة طبيعية، حيث أكثر من 90٪ من سطح أراضيها مالحة، ما يجعلها غير مضيافة للجميع باستثناء النباتات الأكثر ملحية. على الرغم من كل ذلك، يمكن العثور على ما يقرب من 400 نوع من الطيور، يوجد عدد منها على مدار العام، بينما يهاجر البعض الآخر خلال أشهر الشتاء الباردة، أو يمر عبر البلاد خلال هجرة الربيع والخريف.

تتمتع قطر بروابط تقليدية مع الصقارة، وهي موطن طبيعي لأكثر من ستة أنواع من الصقور. يتم اصطياد صقور الشاهين والصقر تقليديًا وترويضها وإعدادها لرياضة الصيد التقليدية، وتُباع في أسواق الصقور بأسعار تتراوح من 30,000 إلى أكثر من مليون ريال قطري (حوالي 250,000 يورو).

تم توثيق مشاهدات لأنواع نادرة من الطيور تتجول خارج مسار طيرانها - على الأرجح بسبب تغير المناخ والجفاف وذوبان الثلوج في القطب الشمالي - مثل السمان الأبيض (موطنه جنوب آسيا وأوروبا) والجريفين البني (الذي شوهد في قطر في عامي 2021 و 2022). تتجمع الطيور المهاجرة على أغصان أشجار المانغروف على الساحل الشمالي الشرقي، بينما تقوم أبقار البحر والسلاحف البحرية صقرية المنقار بالتنقل في حقول الأعشاب البحرية تحت الماء.

 

 

حمد الخليفي هو مصور للحياة البرية وباحث بيئي ومدرب في الثقافة البيئية ومؤسس "العدسة البيئية" حيث يقوم فريق من مراقبي الطيور بزيارة المزارع والمحميات وتصوير الطيور لتسجيل اسم الطائر وشكله وموقعه ووقت رؤيته في قاعدة بيانات في الوزارة القطرية أو المنظمات الدولية الأخرى. وقد كرس سنوات لتوثيق الحياة البرية في قطر، حيث ورد أنه أمضى عامين في البرية لتوثيق بومة النسر الفرعون. كما يتضمن مخزون الصور على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به - انستجرام و تويتر - صورًا لطيور من تركيا وشمال الهند، حيث يقيم 1200 نوع من الطيور، وحيث تمكن من تصوير 180 نوعًا في يوم واحد.

بدأ اهتمام الخليفي بتوثيق الحياة البرية في قطر في العام 2017 بهدف التقاط حركات الحيوانات بأسلوب فني فريد يسمح لكل صورة بسرد قصتها الخاصة. تمكنت صور الخليفي من التقاط البيئة المميزة لقطر، التي تعد موطنا لابن آوى الآسيوي، وأرانب الرأس، والأفاعي ذات القرون، والسحالي شوكية الذيل، وقنافذ الصحراء طويلة الأرجل، والثعالب الحمراء، والقطط الرملية، والضباع المخططة، والغزلان الرملية العربية، وجربوع فاجنر، والمها العربي.

يشغل الخليفي، وهو مؤلف بارز وحائز على العديد من جوائز التصوير الفوتوغرافي والفيديو، منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في قطرغاز، كما يشغل حاليًا منصب رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي. سلط فيلمه الوثائقي Pearl Bank (2017) الضوء على مدينة الخور، حيث تم اكتشاف اللؤلؤ الطبيعي الشهير كبير الحجم في البلاد لأول مرة. أحدث أفلامه الوثائقية " لآلئ في الرمال " (2022) هو الفيلم الذي بدأ العمل عليه بعد إعلان قطر استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. يسلط الفيلم الضوء على كيف ساهمت موارد البلاد من اللؤلؤ والغاز، والتي جلبت لها ثروة كبيرة وأدت إلى ظهور ناطحات السحاب وأنظمة الري وشبكات المرور، في التغير السريع في بيئاتها الطبيعية وسلوك حيواناتها. كل هذا في شبه جزيرة جافة تقع على أحد أحر البحار في العالم في دولة صحراوية صغيرة.